عندما تنفس اقتصاد بلادنا نسائم الخروج من سطوة بعض الوافدين تطاول بعض المواطنين على مكتسبات كل المواطنين للأسف، من خلال استقدام عمالة منافسة ورخيصة لتسهيل التجريف الاقتصادي لكثير من القطاعات الاقتصادية من خلال تدويل وتحويل الأموال إلى بلدان هؤلاء الوافدين، كما أن الهوس الكبير بالاستقدام الخفي تسبب في توافد كثير من الأجانب من خلال تأشيرات العمل التي تستر عليها أصحاب بعض المؤسسات وتسهيل عملهم وممارسة البيع والشراء في العقارات والمجوهرات وغيرها من المهن الحرفية التي حرم منها الشاب السعودي تحت مظلة أنه غير قادر على العمل فيها وهو قادر على ذلك بالتأكيد ولكن لم تتح له الفرص العادلة في ممارستها. لأن هؤلاء الذين يحاربون السعودة بشتى الوسائل صنعوا حيلا واهية تم بها خداع مكاتب العمل والهيئات العمالية وتسبب تحايلهم في فرض واقع يعج ببطالة الشباب السعودي الذي يبحث عن عمل ويطرق أبواب هذه المؤسسات الموصدة في وجهه، بينما الوافدون تفتح لهم كل الأبواب. لقد قدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كل الدعم لتحسنين أجواء عمل هذه المؤسسات وتيسير سبل علاقتها بالجهات المشرفة عليها، وخصصت نطاقات مهنية للعمالة منعا للتلاعب في التوظيف في القطاعين الحكومي والخاص ولكن تم التلاعب بهذه النطاقات بمكر، من خلال التوظيف الوهمي ووضع خطط هروب من الرسوم المستحقة. إن واقع بعض المجالات الاقتصادية يحتاج إلى إعادة نظر، فبرغم كل القرارات التي صدرت فيها وفي سبيل تأطير مسيرة السعودة فيها نجد أنها ما زالت تعج بالوافدين التي اقتحموها من خلال مظلة بعض المؤسسات غير الوطنية للأسف. *كاتب سعودي