بدا أن المشهد السوداني دخل يوم أمس (الأحد) مرحلة جديدة من التشابك والتعقيد، مع انطلاق مسيرة حاشدة وصفت ب«مليونية الشهداء» في الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بتسليم السلطة إلى حكم مدني. وحذر نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من أن مندسين يسعون لتغيير الوضع السياسي في البلاد، داعيا إلى عدم المتاجرة بالخلافات السياسية، وجدد التأكيد على أن مهمة الجيش الأساسية حماية الثورة السلمية، مشددا على ضرورة تشكيل مجلس وزراء يقود البلاد في أقرب وقت. وطالب حميدتي بالتوصل لاتفاق شامل وليس جزئيا. فيما قال رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان: «أنتم قدتم الثورة الحقيقية وتستحقون أن نجلس معكم كل يوم». ودعا تجمع المهنيين السودانيين، المتظاهرين في الخرطوم للتوجه إلى القصر الجمهوري. وقال في بيان نشره على حسابه على تويتر أمس: «ندعو شعبنا الثائر في العاصمة التوجه للقصر الجمهوري. ونهيب بالجماهير الثائرة في كل مدننا وقرانا في الأقاليم الاتجاه بالمواكب صوب الساحات التي تحددها لجان الميدان».فيما أعلنت قوى إعلان الحرية والتغييرأنها لم نصدر أي دعوة للمتظاهرين للتوجه إلى وزارة الدفاع، مؤكدة أن هناك ظروفاً لا تسمح للبلاد بإجراء انتخابات، وخيرت المجلس العسكري بين الاستجابة للشعب أو مواجهته، معتبرة أن الشعب السوداني يسطر ملحمة جديدة من الثورة. وكانت الشرطة السودانية واجهت مسيرة 30 يونيو بالغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين في ثلاثة أحياء من الخرطوم، إذ نزل آلاف السودانيين إلى الشوارع استجابة لدعوة من تحالف المعارضة إلى مليونية حاشدة ضد المجلس العسكري. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في منطقة بري -شمالي الخرطوم- وفي منطقتي المعمورة وأركويت في شرقي العاصمة ضد المتظاهرين الذين كانوا يهتفون «حكم مدنيّ حكم مدني»، كما أطلقت القوات الغاز المسيّل للدموع على المتظاهرين في مدينة القضارف في شرقي البلاد، بحسب ما أفاد شهود عيان. ولجأت السلطات إلى إغلاق شوارع الخرطوم لعرقلة المتظاهرين، وأعلن تجمع المهنيين سقوط أول قتيل في المظاهرات.