في 15/10/1439ه نُشِرَ المقال الأول لي في «عُكاظ»، عامٌ من الركض في بلاط صاحبة الجلالة، عامٌ من الفرح والفخر، لقد كانت الخطوة الأولى في عالم الصحافة الورقية، وأنا القادم من قرية في أطراف الشمال الشرقي للمنطقة الشرقية، في مرحلة ما قبل «عُكاظ» كانت (العربية نت) نافذتي للنشر، مع كُل مقال لي في موقع قناة العربية كانت أُمي التي لا تُجيد القراءة تطلب مني رؤية صورتي في الموقع، ما إن ترى الصورة حتى تُطلق الزغاريد فرحاً بطفلها الذي لا يكبر في عينيها أبداً.. ثُم كانت مرحلة «عُكاظ»، لا يأتي يوم الثُلاثاء إلاّ وأمي تُرسل بصوتها (جب لي عكاظ معك)، تأخذها وتذهب للمُنتزه في أطراف الحي وتجعل من صورتي ومقالاتي في «عُكاظ» حديث ذاك المساء، ما إن تحين عودتها للمنزل حتى تبدأ أحاديث صديقاتها (ما تخافين عليه من ربع تركيا وإيران) ترد (الله مُعه).. في قريتي يفخر الجميع بما أكتب، يتعاملون معي كبطل يُدافع عن بلاده وبقوة، ربما حُبهم لي دفعهم لهذه المُبالغة، فما أُقدّمه لا يُساوي جزءاً يسيراً مما يُقدم أبطالنا في الحدود.. في كل مرة كنت أضع لنفسي تحديّاً بتجاوز نفسي في المقال السابق، أحاول أن أكتب شيئاً يُقرأ ولا يُمل أبداً، أحاول أن تكون لي رسالة واضحة دائماً.. اخترتُ الحقيقة وآمنتُ بها، اخترتُ الدفاع عن وطني وقضاياه العادلة، اخترتُ أن أزرع الأمل في قلب كُل مواطن ومواطنة، اخترتُ الحديث عن الغد، المُستقبل، الحلم، ورؤية 2030، وإيمان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بها، اخترتُ طريقاً صعباً، بعيداً عن الشعبوية، طريقاً أجد فيه ما يجعل بلادي وشعبها بخير.. أخيراً.. بين معالي السفير تركي الدخيل مُدير قناة العربية سابقاً والأستاذ جميل الذيابي رئيس تحرير «عُكاظ» ستبقى النفسُ أسيرةً ليَد المعروف الذي نالني منهما، لقد فتحا لي نوافذ الكتابة عندما طرقتُ بابيهما باحثاً عن نافذة أنشر بها دفاعاً عن وطني، أُمي فخورة بي الآن بين صديقاتها، ترى صورتي وتُزهر روحها فخراً واعتزازاً بي، حتى عندما أُشتم في قنوات الإخوان والجزيرة رد أُمي الأبدي (علّكم ما تربحون، الخلا عن أحمد)، أنا مُمتن لمعالي السفير تركي الدخيل ولأستاذي الكبير جميل الذيابي ولجميع العاملين في صحيفة «عُكاظ» فرداً فرداً، وفخور بانتمائي ل«عُكاظ» ضمير الوطن وصوت المواطن. * كاتب سعودي [email protected]