كل دولة من دول العالم تشتهر بعادات وطباع أملتها وساهمت في نشأتها طبيعة البلاد وتضاريسها واقتصادياتها. وإيران دولة اشتهرت بصناعة وحياكة السجاد حتى أصبحت هذه الصناعة ذات أثر كبير على أهلها وعقيدتهم الفكرية. صناعة السجاد وحياكته تحتاج لكثير من الصبر والجلد وطول البال والعمل الدؤوب الجماعي للأسرة أو القرية الواحدة، وهو عمل يُساهم فيه الصغير والكبير. هذه الصناعة في نظري هي المكون الرئيسي لعقيدة السجاد التي تنتهجها السياسة الإيرانية داخل وخارج الأراضي الإيرانية. وقد استخدم الملالي هذه العقيدة الإيرانية في صناعة الكراهية والشر الذي تنتهجه في المنطقة والعالم. لقد حول الملالي عقيدة السجاد وثقافة هذه الصناعة التي هي جزء لا يتجزأ من الثقافة الفارسية التي تشتهر بها القرى الإيرانية التي تعمل في هذه الصناعة وتمتاز بالدقة والوقت الطويل الذي تحتاجه لتظهر الصورة والألوان التي عمل عليها لسنوات عديدة. لقد استخدم الملالي هذه الثقافة والمفاهيم الكامنة في صناعة السجاد ووظفوها للشر والإضرار بالغير ولم ينج من شرهم حتى أبناء إيران. وخير دليل على هذه العقيدة يتمثل في سياساتهم التي عملوا عليها سنوات طوالا في لبنان ثم في سوريا والعراق فاليمن، فصنعوا الولاءات وخربوا البنية اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية. وظفت إيران القاعدة لصالح مشروعها التوسعي الذي عملت عليه بدقة وحضرت جميع الأغراض والمواد الذي تحتاجه هذه السياسة. وكل ذلك كان يجري بصمت ودقة وصبر متناهية، فأحضرت البشر والمقاتلين من أفغانستان، وفتحت حدودها لكل الهاربين من جحيم القاعدة التي صنعتها أو على أضعف الأحوال وظفتها لصالحها. هؤلاء النازحون الأفغان الذين هربوا من القاعدة واستضافتهم إيران، هم نواة التركيبة السكانية الجديدة في سوريا، بعد أن قامت إيران بتعليمهم وتدريبهم لمهمة بعيدة المدى. وكل ذلك تم بصمت مطبق ودقة متناهية كمن يصنع سجادة جديدة لخارطة المنطقة. الملالي الذين اختطفوا الثورة الإيرانية ووظفوا ثقافة إيران في مشروعهم؛ مشروع الكراهية والحقد على العرب وعلى باقي الأقليات في المنطقة. وكل ذلك تم بدقة متناهية، مما يُظهر مدى الخطر الحقيقي الذي تشكله حكومة الملالي الإيرانية. إيران الملالي يظهرون غير الذي يبطنون، ويُوظفون النوايا الحسنة لمشروع الشر الذي يعملون عليه. ولن يظهر في البداية المخطط الذي يحيكه الملالي، فكل المواد التي يستخدمونها مثل القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المظلومية تصب لصالح حياكة سجاد يعكف ملالي الشر على صناعته. قضايا اللاجئين واستخدام الجانب الإنساني توظف لصالح الدمار الذي تحدثه إيران في سوريا والعراق بخلخلة النسيج الاجتماعي وتوطين اللاجئين بعد أن عكفت على إعدادهم للقيام بالدور المطلوب منهم. ملالي الشر لا يعملون اعتباطاً بل وفق خطة متقنة ومرسومة بدقة ورسم سجادة وخريطة جديدة للمنطقة. ولن يتوانى الملالي في استخدام كل المواد والأدوات لصناعة سجادة للمنطقة مهما احتاج ذلك من وقت وجهد وعمل ومثابرة. وكل من عمل في مشروعهم أو وظفته لأداء مهام معينة لن يكون ذا قيمة لمشروعها، فما هم إلا أدوات ومواد لصناعة السجاد الذي تعمل عليه. كما أن كل من هادنها وتصالح معها بهدف دفع شرها لن يكون في مأمن لأن هدفها هو السجاد المتمثل في إعادة رسم خريطة المنطقة وعودة الفرس من جديد للتحكم في مصير المنطقة. إن هذه العقيدة والثقافة التي يوظفها الملالي لمشروع الكراهية يجب أن تُقاوم بكل طرق المقاومة؛ اقتصادياً وإعلامياً وسياسياً وفكرياً، وعبر منهجية واستراتيجية تحد من هذا الشر المستطير. * مستشار قانوني وكاتب سعودي @osamayamani [email protected]