اعتبر مراقبون سياسيون أن «وساطة اليوم الواحد» لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في الخرطوم نجحت في «تليين» المواقف وتقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري وتحالف المعارضة السودانية. ولفت المراقبون إلى أن الوساطة الأفريقية، التي تقودها أديس أبابا لحل الأزمة بين فرقاء السودان، تسير على الطريق الصحيح، لكنها لم تتبلور بعد، مؤكدين أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لإنضاجها. وعرض آبي أحمد على «الانتقالي» وإعلان قوى الحرية والتغيير تفاصيل مبادرة أفريقية قوبلت باستجابة مشروطة من الطرفين، وتقترح المبادرة تشكيل مجلس سيادي من 15 شخصا، تكون الأغلبية فيه للمدنيين، ورئاسته دورية. وفيما تحفظ المجلس العسكري على المقترح، إلا أنه أبدى استعداده الدائم للتفاوض. وعبرت المعارضة عن قبولها بشروط، تتمثل في ضرورة أن يعترف المجلس العسكري بالمسؤولية عن فض الاعتصام، إلى جانب إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإتاحة الحريات العامة وحرية الصحافة ورفع الحظر عن خدمات الإنترنت. وفي تطور لافت، أعلن المجلس الانتقالي أمس (السبت)، أنه يثمن مبادرة رئيس وزراء إثيوبيا للوساطة، مؤكدا حرصه على التفاوض للتوصل إلى تفاهمات مرضية. وقال في بيان: «نسعى للوصول بالمرحلة الانتقالية إلى بر الأمان». من جانبها، عبّرت إثيوبيا عن ارتياحها لنتائج المحادثات التي أجراها رئيس وزرائها مع الفرقاء السودانيين. في غضون ذلك، قال مصدران في المعارضة إن اثنين من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) اعتقلا أمس. وأضافا أن اعتقال الأمين العام للحركة إسماعيل جلاب، والمتحدث باسم الحركة مبارك أردول تم بعد ساعات قليلة من الاجتماع مع آبي أحمد. ويأتي اعتقال جلاب وأردول بعد ساعات من احتجاز قوات الأمن لمحمد عصمت أحد أعضاء وفد المعارضة بعد لقائه بأبي أحمد. وقال خالد عمر، وهو قيادي بتحالف المعارضة، إن هذه الخطوة تمثل رفضا فعليا من المجلس العسكري لجهود الوساطة.