أكدت مصادر مطلعة في الخرطوم ان الحكومة المصرية قطعت شوطاً في مبادرتها لعقد مصالحة بين الحكومة السودانية ومعارضيها. وقال قيادي في المعارضة السودانية في القاهرة ان قيادات المعارضة "تلقت خطوطاً عريضة ترعاها مصر وتهدف الى الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامته". وقال القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه ل "الحياة" في القاهرة ان رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السيد محمد عثمان الميرغني والأمين العام لحزب الأمة الدكتور عمر نور الدائم والناطق باسم "التجمع" فاروق ابو عيسى والقيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" دينغ ألور درسوا هذه الافكار التي قال إنها تأتي على خلفية نتائج زيارة وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل للقاهرة اخيراً وتأكيده دعم الخرطوم لأي تحرك مصري من شأنه تحقيق الوحدة الوطنية للسودان وانهاء القتال. غير ان المصدر اوضح ان هذه الاقتراحات "لم تقدم في صورة مبادرة مكتملة التفاصيل". واشار الى ان قيادات المعارضة "ليس لديها اي اعتراض على التزام وقف اطلاق النار على كل الجبهات، لكنها تطالب بأن يرتبط وقف العمليات العسكرية بشكل كامل بمبادرة سياسية تعالج المشكلة السودانية من كل جوانبها وعدم تصوير القضية السودانية على انها حرب دينية بين الشمال والجنوب". واعتبر ان التفاوض يقتضي اتخاذ الخرطوم خطوات حقيقية على صعيد اعادة الحريات السياسية والديموقراطية وان لا يكون وقف الحرب مجرد هدنة تسترد فيها الحكومة أنفاسها لمعاودة القتال"، واكد ان القاهرة "مهيأة اكثر من غيرها للقيام بهذه الوساطة". في الخرطوم اكد نائب الامين العام ل "المؤتمر الوطني" التنظيم الحاكم في السودان الدكتور لورنس لوال امس ان "مفاوضات القاهرة تتخذ طابعاً سرياً حتى الآن"، وان "نتائجها لم تتبلور". واوضح ان المبادرة المصرية قطعت شوطاً وان المحادثات في شأنها شملت الحكومة والمعارضة واعرب عن امله في "ان يلتفت الجانبان الى مصلحة الوطن ويجلسا الى طاولة مفاوضات بدلاً من الحرب". واكد ان التنظيم الحاكم "يدعم اي اتجاه لتوحيد الجبهة الداخلية وتوسيع اوعية المشاركة والشورى". لكنه اوضح ان "الحديث عن حكومة انتقالية او مؤتمر دستوري سابق لأوانه. والبداية هي الموافقة على الجلوس غير المشروط الى طاولة المفاوضات حيث تطرح الرؤى ويتم تبادل الافكار"