فيما دخلت أديس أبابا على خط الوساطة بين فرقاء السودان، أعلن الاتحاد الأفريقي أمس (الخميس) رسميا تعليق عضوية السودان إلى حين إقامة سلطة انتقالية مدنية. وترافقت هذه التطورات مع حالة شلل تعيشها الخرطوم وسط أجواء من التوتر تكشف انهيار المفاوضات رسميا وفشل جهود الوساطات، بعد رفض تحالف المعارضة دعوة المجلس العسكري لقتح صفحة جديدة واستئناف الحوار والتفاوض. واتفقت المعارضة خلال اجتماع مساء(الأربعاء) على أنها لن تقبل أي وساطة مع المجلس العسكري في الوقت الراهن بعد أحداث فض الاعتصام. وفي تكثيف للضغوط على المجلس العسكري، أعلن الاتحاد الأفريقي أمس، أنه علق عضوية السودان في المنظمة القارية إلى حين إقامة سلطة انتقالية مدنية. واعتبر مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي على حسابه على تويتر، أن التعليق هو الوسيلة الوحيدة لتمكين السودان من الخروج من الأزمة الحالية. وأوضح الرئيس المباشر للمجلس باتريك كابوا في مؤتمر صحفي "أن المجلس سيفرض آليا إجراءات عقابية على الأفراد والكيانات التي منعت إرساء سلطة مدنية". من جهته، أوضح وكيل وزارة الصحة السودانية أمس، أن العدد الرسمي للقتلى ارتفع إلى 61 قتيلا، بعدما أعلن أمس الأول أنه 100 قتيل، فيما قال مسعفون مرتبطون بالمعارضة إن العدد وصل إلى 108 قتلى. وقال سليمان عبد الجبار إن من بين هذه الوفيات الموثقة، 52 من العاصمة الخرطوم بينهم 49 مدنيا قتلوا بأعيرة نارية وثلاثة من أفراد الأمن لقوا حتفهم طعنا، والباقون من ولايات أخرى. وأعلن مصدر دبلوماسي في سفارة إثيوبيا بالخرطوم، أن رئيس الوزراء آبي أحمد سيزور العاصمة السودانية اليوم (الجمعة) للوساطة بين المجلس العسكري وتحالف المعارضة بشأن الانتقال نحو الديموقراطية. وقال إن آبي سيجتمع مع أعضاء المجلس الانتقالي وشخصيات من حركة إعلان قوي الحرية والتغيير المعارضة خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا. بدورها، أعلنت الإمارات أمس، أنها «تتابع باهتمام بالغ وبقلق تطورات الوضع في السودان داعية إلى حوار بناء بين مختلف الأطراف للحفاظ على استقرار البلاد». وعبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، عن الأمل في تغليب منطق الحكمة وصوت العقل والحوار البناء لدى الأطراف السودانية كافة بما يحفظ أمن السودان واستقراره ويجنب شعبه العزيز كل مكروه ويصون مكتسباته ومقدراته ويضمن وحدته. وأكدت الإمارات أهمية استئناف الحوار بين القوى السودانية المختلفة لتحقيق آمال وتطلعات شعب السودان. وفي موسكو، جددت وزارة الخارجية أمس معارضة روسيا للتدخل الأجنبي في السودان وأنه يتعين على السلطات هناك كبح من وصفتهم بالمتطرفين. ونقلت الوكالة عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية قوله: إن موسكو تفضل إجراء حوار وطني بشأن مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات جديدة. وفيما يتعلق بمحاولة تهريب البشير ورموز النظام السابق من محبسهم، قالت الشرطة أمس إنها «لم ترصد أي محاولة كهذه»، وإن القوات المكلفة بحراسة وتأمين سجن كوبر تؤدي واجبها بكفاءة واحترافية ويقظة. ودعت في تعميم نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا): «ترجو الشرطة من وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل الأخبار للرأي العام». وكانت وسائل إعلام قد نقلت أنباء عن إحباط محاولة لتحرير البشير ورموز نظامه، من سجن كوبر في الخرطوم.