الحياة -ككلمة مجردة- لها تعريفات ومفاهيم واسعة.. وأحيانا فضفاضة جدا.. ليس لها أول وليس لها آخر.. فكل ما يواجه الإنسان على خط الزمن، واقعيا وافتراضيا، يدخله العلماء والفلاسفة والحكماء تحت تلك التعريفات بشكل أو بآخر. لهذا، فكرة أن (يُعلَّم الفرد الحياة) في فصل دراسي.. تعتبر فكرة صعبة في فلسفتها وتطبيقها.. وتدخل في نفس مدار التعريفات الفضفاضة.. فلا يُعرف ماذا يمكن أن يُقدم من موضوعات لمن يريد أن يدرس (الحياة). وفي الغالب، يُترك الفرد للحياة –المعلّم القاسي- لتعلمه هي بنفسها عبر الزمن ما يجب عليه أن يتعلمه. يقول الحكماء إن دروس الحياة مجانية لمن يريد أن يتعلمها.. وذات ثمن لمن لا يريد أن يتعلمها.. وأحيانا يكون الثمن باهظا جدا.. ولكن في النهاية.. الكل سيتعلم. بعض الدروس الحياتية يتعلمها الفرد من تغيير ظروف الحياة؛ كأن يتعلم الطبخ في الغربة.. أو يتعلم كي الملابس.. أو تنظيف المنزل.. بعض هذه الدروس تصنف كمهارات حياتية يومية.. يحتاجها الفرد بدرجة عالية.. ورغم ذلك لا يعرف كيف يقوم بها. مثل هذه المهارات هي تعليم أو تجهيز للحياة بأبسط صورها وأشكالها. وتزداد تعقيدا حين يكون التجهيز لمهارات فكرية؛ أي توقُّع القادم. الفرد الذي ينهي المرحلة الثانوية.. هو أحوج ما يكون إلى تلخيص مبسط عن المرحلة الجديدة التي سيواجهها في حياته؛ سواء مرحلة تعليمية جديدة أو مرحلة عملية.. في كل الأحوال الطالب أو الطالبة مقبلون على مرحلة حياتية جديدة تختلف تماما عن كل المراحل السابقة. فهم الآن سيَدخلون سلك الحياة. ترك الفرد لمواجهة الحياة ليس فكرة صائبة.. هو في حاجة إلى أن يتعلم قليلا عن المرحلة الانتقالية. لذا، من المهم أن يوضع في التعليم العام أسبوع إضافي فقط لخريجي الثانوية العامة لتعليمهم بعض المهارات الحياتية -نظرية وتطبيقية- متخصصة في (المرحلة الانتقالية) من التعليم العام إلى.. الحياة. الفكرة هي أن يكون الطالب واعيا لمواجهة الحياة سواء حياة تعليمية جديدة؛ وهي مختلفة تماما عن مراحل التعليم العام، أو حياة عملية.. وهذه مختلفة عن كل الأجواء التعليمية. الأسبوع الانتقالي لخريجي وخريجات الثانوية سيجعلهم أكثر وعيا بالحياة القادمة. * كاتب سعودي [email protected]