تقاسم ملك الحبشة في القرن الإسلامي الأول «النجاشي» ربوة ذات قرار شمالي «مقلي» عاصمة إقليم «تجراي» مع 15 صحابياً وصحابية دفنوا في ذات المكان، وحول المقام يلتقي المسلمون والنصارى على حب الرجل، وتبجيل مقامه، باعتباره رمزاً دينياً وسياسياً. ويقصد عشرات آلاف من المسلمين سنويا مسجد النجاشي، الذي بني على أول أرض عرفت الإسلام بأفريقيا، لنيل البركة والعلاج من الأمراض، خصوصاً في شهر رمضان -حسب معتقداتهم-. حكم النجاشي، أصحمة بن أبهر، أرض الحبشة في الفترة بين عامي 610 و630 ميلادية، وقال عنه النبي عليه السلام «ملك عادل لا يظلم عنده أحد»، وكانت تسمية الحبشة تطلق على المنطقة الواقعة شمال شرقي أفريقيا، وتشمل كلا من إريتريا، والصومال، والسودان، وجيبوتي، وأثيوبيا حاليا، وتفيد المصادر التاريخية بأن النجاشي أسلم تأثراً بالمسلمين المهاجرين إليه زمن الحصار المكي لهم. وتشهد القرية حشود الزوار في شهر رمضان، إذ يقصدها كثير من المحسنين لتوزيع صدقات أموالهم وأطعمتهم على الفقراء والمساكين، الذين يتوافدون إلى مسجد النجاشي، والأخرى في شهر محرم، حيث يقصد المريدون «أتباع طرق صوفية» المسجد لإقامة ما يطلق عليه «حولية النجاشي» تبركا وتقربا، وفي القرية بئر حفرها المهاجرون المسلمون، يطلق عليها الأهالي اسم «ماء زمزم». تلوح مئذنة مسجد النجاشي ومن فوق التلة التي ينتصب عليها المسجد، يرى الزائر كنيسة «ماريام»، زوجة النجاشي التي ماتت على الديانة المسيحية، في مشهد للتسامح الديني الذي عرف به الشعب الأثيوبي. وأقيمت على يمين المسجد العتيق، الذي لا تتجاوز مساحته 200 متر مربع، صالة لتعليم القرآن الكريم، وفي الجهة الأخرى، مبان تضم غرفا ومخازن لمشروعات خيرية. إضافة إلى ساحة متسعة محاطة بسور صخري، تضم قبر الملك النجاشي، وقبور 15 من صحابة الرسول، 10 من الرجال و5 من النساء. منهم «عدي بن نضل العدوي القرشي، والمطلب بن أزهر، وسفيان بن معمر، وعروة بن عبدالعزى، وعبدالله وحطيب بن الحريس، وفاطمة بنت صفوان، وعائشة بنت خالد، وهرمة بنت عبدالأسود» ويصل عدد زوار القرية في مناسبة عاشوراء من كل عام، إلى قرابة 200 ألف زائر. ويمثل المسلمون في إقليم تجراي 15% من إجمالي سكان الإقليم. وتؤكد المرويات أن أثيوبيا استقبلت 83 صحابياً و19 صحابية.