تحمل أصواتهم حين تصدح في أرجاء الحرم المكي، برهاناً للإفطار والإمساك في رمضان وإعلاناً لدخول الصلوات الخمس، يرى فيهم المسلمون شيئا من روحانية مكة. وفي الوقت الذي استعاض فيه مؤذنو الحرم المكي عن «المزولة» الموضوعة أعلى بئر زمزم والمحفوظة حالياً في معرض عمارة الحرمين، ب«غرفة المكبرية» المقابلة للحجر الأسود، والتي اتخذ منها مؤذنو المسجد الحرام مقراً للنداء بإيذان دخول وقت الصلوات، مستخدمين الساعة الحديثة، بعد أن كان الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- هو أول من أدخل الساعة لاستخدامها في تحديد مواعيد الأذان بالحرم المكي. وتعد «غرفة المكبرية» المطلة على صحن المطاف أهم مركز تحكم عالمي في العالم لرفع الأذان من بيت الله العتيق إلى جانب أنها من أبرز المعالم التي تحيط بمطاف الحرم المكي، وقد تم إزالتها مع مشروع توسعة المطاف فيما يتم رفع الأذان في وقتنا الحالي من «مكبرية» مؤقتة تشرف على المطاف بجوار الصفا وبها مكاتب للمؤذنين كما يوجد بها وسائل الإعلام التي تنقل الأذان والصلاة من المسجد الحرام مثل الإذاعة والتلفزيون. ويبلغ عدد مؤذني المسجد الحرام قرابة 18 مؤذنا يؤدون الأذان وفق جدول زمني يتم إعداده مسبقا من قبل شيخ المؤذنين «الشيخ علي أحمد ملا» حيث يكون مؤذن وملازم واحتياط له في كل صلاة حيث يحضر المؤذن للمكبرية قبل الصلاة بنصف ساعة ويتم ربط المؤذن أثناء الصلاة بسماعة خاصة بينة وبين الإمام ليسمع المؤذن صوت الإمام خاصة عند حدوث أي عطل في مكبرات الصوت أثناء الصلاة. فيما يتولى فنيو الصوت في المسجد الحرام مهمة تجريب مكبرات الصوت قبل 20 دقيقة من كل صلاة ب«النفخ» في المكبرات حتى يتم التأكد من عملها بشكل يومي. وعادة ما يخضع اختيار المؤذنين في الحرم المكي لرأي لجنة يشترك فيها عدد من أئمة الحرم المكي وشيخ المؤذنين ويوافق عليها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتشترط اللجنة أن يكون المؤذن من أهل التقوى والورع، والصوت الحسن، وأضيف عليها أخيرا شرط آخر وهو حفظ القرآن الكريم، وعادة ما يسجل صوت أي متقدم لوظيفة «مؤذن في الحرم المكي» لسماعه قبل إجراء المقابلة الشخصية له. وتصدر رئاسة شؤون الحرمين، جدولاً للعمل بين المؤذنين الرسميين والملازمين والاحتياطيين للعمل وفقاً له، حيث يتواجد في الوقت الواحد 3 مؤذنين ما بين مؤذن وملازم واحتياط له.