تراجع الدكتور أحمد التيهاني عن مصطلح الشعر العسيري، الذي قال إنه أطلقه في كتابه «الشعر في عسير» في لحظة جهل أو عدم إدراك لدلالته التركيبية، وأضاف أنّ استخدام (في) أكثر دقة حتى في مصطلح الشعر السعودي وهذه مما يجب أن يتراجع عنها الباحثون لأنها ليست دقيقة. وأكد في الأمسية القرائية لمجموعة حرف التابعة لجمعية الثقافة والفنون في أبها، والتي أدارها الكاتب يحيى العلكمي، وقدم ورقتها النقدية عن كتاب «الشعر في عسير» علي فايع الألمعي أن هذه الليلة هي أكبر تكريم حصل عليه الكتاب منذ صدوره، بل إنه على المستوى الشخصي يفوق الجوائز الوطنية والعربية. وكان الألمعي قد استعرض في ورقته النقدية أبواب الكتاب وفصوله ووقف على العديد من الجوانب المضيئة فيه، وأشار إلى أنّ التيهاني في كتابه قد أتعب من يأتي بعده للكتابة في هذا الشأن، كما أشار إلى دور مجلتي الجنوب وبيادر في تحفيز الشعراء في منطقة عسير على النشر وحفظ العديد من النصوص الشعرية التي لم يحفظها أصحابها في دواوين شعرية مطبوعة، كما أشاد بالعديد من الإضافات النقدية في الكتاب والمعلومات الغزيرة التي تتبعت التفاصيل عن الشعر والشعراء في منطقة عسير. وأنكر الألمعي على الباحث استخدامه لمصطلح «الشعر العسيري» في أكثر من صفحة وعدّ إطلاق هذا المصطلح غير دقيق في بحث أكاديمي وكتاب عميق مثل هذا لأنّنا نكاد أن نتفق على غياب الملامح المختلفة والفارقة للشعر في هذه المنطقة عن الشعر في السعودية. ولفت الألمعي الانتباه إلى العديد من الأخطاء الطباعية التي وردت في الطبعة الأولى من الكتاب والتي تستحق التصحيح وهو ما التزم به الباحث في الطبعة الثانية. وفي المداخلات، أشاد الدكتور خالد أبو حكمة بالورقة التي قدمت لأنها تقصت أبرز وأهم النقاط التي تجعل القارئ الذي يهاب الدخول إلى هذا الكتاب يذهب إليه ويقرأه، أما الكتاب فقد عدّه إضافة للشعر في المنطقة بعد أن أهملت الدراسات عن الشعر في السعودية شعر المنطقة وشعراءها، وأضاف أنّ هذه الدراسة جاءت لتظهر هذا الشعر بتقصّ دقيق، وبما يحمله الكتاب من قضايا نقدية وثقافية واجتماعية والتي يمكن أن يتناولها الباحثون في المستقبل. فيما تساءل القاص عبدالله السلمي ومسؤول البرنامج الثقافي مرعي عسيري والشاعر عبدالله الأسمري عن الدراسات السابقة والأسباب التي غيّبت الشعر عن مجلة الجنوب لسنوات بعد خروج الأديب علي آل عمر من رئاسة تحرير المجلة. كما أثنى القاص حسن آل عامر على الكتاب ولغته السهلة والبعيدة عن المعتاد أكاديمياً، وأضاف أنّ كلّ صفحة في الكتاب تحمل فكرة أو معلومة توسع الكاتب في تفصيلها و شرحها ليجمع بين المعرفة و السلاسة في الطرح. من جانبه استغرب الدكتور إبراهيم أبو طالب غياب نماذج لرواد الشعر في عسير مثل محمد زايد الألمعي وغيره من أبناء عسير عن الحضور في الدراسات أو البحوث التي تناولت الشعر في السعودية في مقابل نماذج كانت حاضرة في القصّة كمحمد علوان وتركي عسيري وحسن النعمي. فيما أكد الدكتور جمال عطا على أنّ الدراسة لم تكن الأولى عن الشعر في عسير فقد سبقتها دراسات و أبحاث إلاّ أنّ كتاب «الشعر في عسير» تميز بالشمولية و العمق ليكون قاعدة بحثية للعمل البحثي، لكنه كغيره من الدراسات لم يجب على تساؤل: هل أضافت القصيدة العسيرية للشعر السعودي أو العربي جديداً؟.