يضيق الخناق أكثر فأكثر على الدوحة في ما يتعلق بملف تنظيمها كأس العالم 2022، وتواجه مأزقاً حاداً قد يضعها وأموالها الفاسدة التي بذلتها في لعبة الانتخابات في مهب الريح، ويعصف بما بذلته من دسائس وألاعيب لتنظيم بطولة كأس العالم، بعد أن وضعتها المقاطعة التي فرضتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في زاوية ضيقة، كونها لن تستطيع بحسب تقارير مختلفة أن تتولى هذا الجانب بمفردها ودون مساعدات من الدول التي تجاورها. ويبدو أن الأمور زادت تأزماً وتعقيداً بعدما فشلت محاولات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، في إيجاد حلول للعوائق التي تم رصدها في تقرير للجنة كأس العالم بالفيفا عندما لم يتكمن من إقناع الكويت وعمان بالقبول في مساعدة الدوحة في الاستضافة، وبات لزاماً عليه الوقوف موقف المتفرج في انتظار التقرير الذي سيرفع إلى مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم والمكتب التنفيذي، الذي تشير المصادر إلى أن يتضمن التصويت على عدد من النقاط التي يرجح أن تكون في غير صالح قطر، وسبباً في سحب تنظيم كأس العالم منها. زيادة المنتخبات تشكل زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال القادم إلى 48 منتخباً، ضربة مؤلمة للدوحة، لاسيما أن الطاقة الاستيعابية لقطر استضافة 24 منتخباً فقط، بينما كان من المتوقع أن يتم توزيع استضافة 8 منتخبات أخرى في دول أخرى، وتمت الموافقة سابقاً وتجاوز هذا الأمر، بعدما تضمن الملف القطري أن هناك ترتيبات مع البحرين ودبي وأبوظبي على المشاركة في استضافة المنتخبات وفق شروط ومتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وهو ما تبدد وأصبح مستحيلاً في ظل المقاطعة. فيما تأتي مشاركة 48 منتخبا في كأس العالم، لتزيد أوجاع الدوحة وتحرجها بعد أن فشلت خلال الزيارة لعمان والكويت في الإقناع باستضافة كل بلد ثلاث مجموعات وكل مجموعة بها 4 منتخبات، على أن تستضيف قطر 24 منتخبا لضمان إقامة مونديال كأس العلم 2022 في قطر، إلا أن هذه المساعي لم يكتب لها النجاح. عدد الفنادق والسكن يتطلب تنظيم البطولة وجود عدد كاف من الفنادق، بواقع 150 فندقا، منها 18 فندقا فقط للجان كأس العالم، وهذا ما لم تستطع قطر توفيره حتى الآن، بل قدمت اقتراحا بأن تبني فنادق عائمة، كما أن مساحة قطر الجغرافية لا تتحمل توافد أكثر من مليون زائر في وقت واحد، وهذا يتطلب أكثر من 10 آلاف رجل أمن، ما قد يخلق فوضى وعدم أمان ويُلجئ إلى النوم في الممرات، وهذا ما يرفضه الفيفا. وبالمقارنة بين تنظيم قطر وتنظيم روسيا، فإن الأخيرة استضافت كأس العالم 2018 في أربع مدن والعاصمة موسكو التي تعتبر أكبر من قطر من حيث المساحة، وكانت رغم ذلك تعاني من ازدحام شديد رغم أنها لم تسضف سوى مجموعتين من المونديال، وبرغم بعض المقترحات التي قدمت للفيفا والتي تنص على أن يكون هناك إسكان لمتابعي كأس العالم في السعودية والإمارات، إلا أن هذه الدول رفضت أن يكون تنقلهم من السعودية والإمارات مباشرة إلى قطر وهذا أيضا يساهم في خلق مزيد من الفوضى والمشقة لمتابعي كأس العالم. مشكلات الطيران تعد مشكلة الطيران أحد العراقيل التي تهدد بإضعاف حظوظ الدوحة في المونديال، إذ لا تمتلك إلا خطا جويا واحدا وهو الخط الوحيد عن طريق إيران فقط، وهذا يسبب مشكلة كبيرة على الحضور من كافة دول العالم، إذ يستوجب تأمين 5 خطوط طيران على أقل تقدير، وفي أكثر من اتجاه، كما أن قطر لا تمتلك أي منفذ بري، علاوة أن القطارات لم تكتمل حتى الآن في الدوحة، كما يشكل تقارب مواقع الملاعب بؤراً لحدوث الشغب بين جماهير المنتخبات المتنافسة، وهذا ما يخشاه الاتحاد الدولي ويحذر منه. القرار الحسم يحسم الفيفا يوم 5 يونيو القادم في باريس، أمر الاستضافة، بعد الاطلاع على التقرير النهائي، قبل تجديد الثقة في قطر لاستضافة كأس العلم من عدمه، وسط توقعات كبيرة بنقله إلى دول أوروبية أو أمريكا، وهذا المأزق قد يتسبب في خلط الأوراق في المسابقات القارية، لاسيما بعد أن تم تحديد موعد إجراء قرعة تصفيات كأس آسيا وتصفيات مونديال كأس العالم 2022، ما يعني أن مجاملة الدوحة ستكون مكلفة للفيفا الذي بات مطالباً بتغليب مصالح كرة القدم.