حصد الشاعر السعودي سلطان السبهان لقب «أمير الشعراء» في الموسم الثامن الذي اختتم أمس الأول (الثلاثاء) في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، وسلم وزير التسامح في دولة الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، السبهان بردة الشعر وخاتمه، فضلا عن جائزة نقدية مقدارها مليون درهم إماراتي. وبهذا الفوز تحصد السعودية اللقب للمرة الثالثة على التوالي، إذ سبق السبهان إلى اللقب في الموسم السابع الشاعر إياد الحكمي، وفي الموسم السادس الشاعر حيدر العبدالله. وفي الحلقة الختامية التي شهدها مسرح «شاطئ الراحة» تقدم السبهان على الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، والشاعر المصري مبارك سيد أحمد، والشاعر السنغالي محمد الأمين جوب، والشاعر المالي عبدالمنعم حسن محمد، والشاعرة المصرية هبة الفقي، وذلك بعد منافسات امتدت لأشهر. وحل أمير الشعراء في الموسم السابع إياد حكمي ضيفاً على البرنامج، إذ سلم البردة في ختام الحلقة لمواطنه السبهان. وبعد جمع درجات لجنة التحكيم مع درجات تصويت الجمهور؛ تمكّن الشاعر سلطان السبهان الشمري من الفوز بالمركز الأول، وحلّت في المركز الثاني الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، وجاء ثالثاً الشاعر المصري مبارك سيد أحمد، وكان المركز الرابع من نصيب الشاعر السنغالي محمد الأمين جوب، وفي المركز الخامس حلّ الشاعر المالي عبدالمنعم حسن محمد، أما المركز السادس فكان من نصيب الشاعرة المصرية هبة الفقي. حسب قانون المسابقة؛ فإن للجنة التحكيم 60 درجة في آخر حلقتين، تم توزيعها مناصفة على الحلقة التاسعة وعلى الحلقة العاشرة والأخيرة، وبناء على الدرجات المخصصة للتحكيم؛ أعلنت مقدمة البرنامج لجين عمران، أن اللجنة منحت أعلى درجاتها للشاعر محمد الأمين جوب والذي حصل على 55 درجة، وثاني أعلى الدرجات والبالغة 54 درجة ذهبت لشيخة المطيري، أما عبدالمنعم حسن فحصل على 52 درجة، وتبعه في الدرجات سلطان السبهان الشمري الذي حصل على 49 درجة، ثم مبارك سيد أحمد الذي منحته اللجنة 47 درجة، وأخيراً هبة الفقي التي حصلت على 46 درجة. أما الدرجات ال40 المتبقّية؛ فهي مخصصة للجمهور الذي صوّت للشعراء عبر موقع البرنامج وتطبيقه الإلكترونيين، فكانت له الكلمة الفصل في ختام الحلقة لصالح الشاعر السعودي سلطان السبهان. السبهان الشمري كان أول شاعر في الأمسية، وعارض بيتين لأبي الطيّب المتنبّي حددتهما اللجنة وهما: وَما الخَيلُ إلا كالصّديقِ قَليلَةٌ وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ إِذا لم تُشَاهِدْ غَيْرَ حُسْنِ شِيَاتِها وأَعْضَائِها فالحُسْنُ عَنْكَ مُغَيَّبُ وجاءت مجاراة السبهان بعنوان (أُغالِبُ فيّ الطين) التي أهداها لأولئك الذين يموتون من دون أن يشعر بهم أحد، وللنازحين، وللغارقين في عبّارة نينوى العراقية. وقد وصف الدكتور عبدالملك مرتاض القصيدة بأنها بديعة، وذات لغة معجمية جزلة وفخمة وقوية وعارمة، في حين أن ألفاظها الشعرية أنيقة وسلسة ورشيقة ومنسابة، ومما جاء في الأبيات الأولى من تلك القصيدة: إلى سدرةِ الأسرارِ ناداهُ كوكبُ بُرَاق مَجازيٌّ وحَدس مُجرَّبُ تَلَألأ في دربيْ وبلّلَ فكرتيْ وما زال يغويني وما زلتُ أكتبُ معيْ في انتظار الشعرِ فوضى تَصُبُّ ليْ نبيذَ استعاراتٍ لها الروحُ تَطرَبُ وكِسْرةُ مَعنىً مَدّها الصمتُ بعدما تَثاءبَ فانوسانِ والليلُ يَشربُ أنا ابنُ الجهاتِ السُّمْرِ أَشرَعْتُ ضحكتي لِيَأويْ إلى قَلْبيْ غريب ومُتْعَبُ أفتشُ في الصّلصالِ عن صوتِ آدمٍ وضحكاتُهِ الأولى على الأرض تُعشِبُ وقال الدكتور صلاح فضل، إن سلطان وصل في نصّه إلى سدرة المنتهى التي افتتح بها الكلام بقوله: (إلى سدرةِ الأسرارِ ناداهُ كوكبُ/ بُرَاق مَجازيٌّ وحَدس مُجرَّبُ)، لكن الشاعر عندما وصل إلى شعريته فتش في الطين عن صوت آدم، وبحث عن إنسانية الإنسان التي تعتبر قيمة جميلة وثقافية، وقال د.علي بن تميم، إن سلطان جارى نص أبي الطيب المتنبي مجاراة فيها إتقان وعذوبة في المعاني.