كشف استشاري أمراض مفاصل الروماتيزم والمدير العام للشؤون الأكاديمية والتدريب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة حسين حلبي ل«عكاظ» أن المجتمع يحتاج إلى توعية في الأمور الطبية بصفة عامة وأمراض الروماتيزم بصفة خاصة، مؤكدا على أن «أهم المستجدات في مجال أمراض الروماتيزم ليست محصورة في كبار السن لأنها ممكن أن تصيب الأطفال منذ الولادة إلى سن متقدم جدا». جاء ذلك خلال حواره مع «عكاظ» في المؤتمر الصحفي الذي أقيم حول المؤتمر العالمي السادس لأمراض الروماتيزم الذي أطلقته الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم تحت شعار (توسيع أفق بحوث أمراض الروماتيزم) في الفترة من 29 وحتى 31 مارس الجاري بفندق رافال كمبنسكي بالرياض والذي افتتحه الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الطبية أيمن عبده. وأضاف حلبي قائلا: «إن الثقافة تبدأ من الشخص ذاته كما أن هناك دورا مهما على الجمعيات ووزارة الصحة والمنشآت الصحية المختلفة بتقديم الشرح المبسط لجميع أفراد المجتمع باختلاف ثقافاتهم، لذلك لابد أن تتكاتف الجهود». وزاد قائلا: «معظم الأمراض الروماتيزمية هي أمراض مناعية، ولا نعرف متى يحدث تحفيز زائد في الجهاز المناعي، ولكن هناك أمور وقائية في أمراض بسيطة كخشونة المفاصل مثل تقليل الوزن حتى لا يصاب الشخص بهشاشة العظام، كذلك التخلي عن العادات الخاطئة كشرب الغازيات، وعدم تناول العقاقير الطبية دون وصفة طبية؛ لأن هناك بعضاً من تلك العقاقير تسبب هشاشة العظام، كذلك بالنسبة لمرض النقرس الذي يحدث بسبب عادات غذائية خاطئة، أما الأمراض الروماتيزمية الأخرى يصعب منع حدوثها، كذلك التدخين له علاقة وطيدة ببعض الأمراض الروماتيزمية، خصوصا مرض الرومتويد؛ لأنه يعمل على تحفيز الجهاز المناعي بطريقة معينة وهذا يؤدي إلى اضطراب الجهاز المناعي». وبين حلبي أن «الروماتيزم هو المظلة الكبيرة التي تأتي تحتها مجموعة الأمراض التي تصيب المفاصل وما يحيط بها مثل الأوتار والعضلات والنسيج الضام، فكلمة روماتيزم ليست تشخيصا لأن الروماتيزم هو مجموعة الأمراض التي تصيب المفاصل وما يحيط بالمفاصل، رغم استخدام كلمة مرض (الروماتيزم) مجازا لدى كبار السن»، مشيرا إلى أن «الروماتويد هو نوع من أنواع الروماتيزم، وهو أكثر أنواع الروماتيزم التي تسبب التهابا في المفاصل شيوعا بنسبة واحد في الألف، والحل هو التشخيص المبكر وإحالة المريض إلى استشاري أمراض روماتيزم». واستدرك حلبي قائلا: «إن وجود المرض في العائلة لا يعني بالضرورة أن كل أفرادها سيصابون بالمرض، هناك نسبة مختلفة حسب نوع المرض، وعادة المرضى الذين يعانون بعض ذويهم من التهابات مفصلية لا نعمل لهم تحاليل الأمراض الروماتيزمية حتى لو ظهرت تحاليهم إيجابية، فهي لا تعني شيئاً؛ لأنه لابد من وجود الأعراض، وهناك الكثير كانت نتائج التحاليل لديهم إيجابية، وجزء منها خاطئة بنسبة 5 إلى 10% أي يكون التحليل إيجابيا ولكن ليس لديه المرض، وبعض الحالات المعينة لديها قابلية لحدوث المرض، كما أن هناك عوامل بيئية والتهابات فيروسية وبكتيرية تحفز الجهاز المناعي». من جهتها، أفادت رئيسة الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم حنان الريس خلال المؤتمر ل«عكاظ» بأن «الخطأ الكبير الذي يحدث دائما هو تأخير تحويل مرضى التهابات المفاصل من قبل أطباء الأسرة إلى أطباء امراض الروماتيزم، وإعطاؤهم مسكنات لفترات طويلة، ما يؤخر العلاج لذلك سعى المؤتمر إلى تذكير الأطباء وتجديد معلوماتهم بتحويل المرضى إلى الأطباء المختصين». وأضافت الريس «إن المؤتمر الذي أطلقته الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم ناقش أحدث المستجدات والأبحاث في تشخيص وعلاج أمراض الروماتيزم، وتحدث المؤتمر خلال محوره الأول عن طب روماتيزم الكبار وأحدث ما توصل إليه الطب والأبحاث في طب الروماتيزم، كما ناقش مرض الروماتويد، ومرض الذئبة الحمراء، ومرض التهابات الأوعية الدموية، والتهابات القولون وتأثيرها على المفاصل، وبعض الأمراض الروماتيزمية الأخرى، أما المحور الثاني الذي تناول طب روماتيزم الأطفال ناقش أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشارا لدى الأطفال، كما تناول المحور الثالث مناقشة أطباء الأسرة وأطباء الباطنة في معظم الأمراض الروماتيزمية، وأهمية التشخيص المبكر وتحويل المرضى، أما المحور الرابع فهو اليوم الأخير التوعوي للمرضى وعائلاتهم ولمن لديه مشكلات وآلام روماتيزمية». ووجهت الريس عبر "عكاظ" حديثها وقالت: «من المهم معرفة أمراض الروماتيزم لأن هناك أمراضا روماتيزمية تؤثر على المفاصل وأمراضا التهابية في المفاصل، وتأثيرها لا يطال فقط المفاصل بل من الممكن أن يؤثر على الكلى أو الرئة أو الأعصاب في حال عدم التشخيص المبكر، وأنه عندما يصاب المريض بتورمات أو إعياء أو تصلب في الصباح يجب عليه أن لا يتساهل في ذلك لأنه لو استمرت الأعراض أكثر من 3 أسابيع عليه فورا التوجه إلى طبيب الأسرة الذي سيحوله إلى طبيب الروماتيزم لتتم معالجة المريض خلال الشهور الأولى». من جانبه، قال استشاري ورئيس شعبة روماتيزم الأطفال في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية عضو اللجنة العلمية في المؤتمر عبدالرحمن عسيري ل«عكاظ»: «حرصنا على مشاركة و حضور نحو 95% من أطباء روماتيزم الأطفال في المملكة، كما كانت هناك مشاركات من الخليج ومن الخارج، كما وجد أطباء أطفال من برامج الزمالة الخاصة بالأطفال لتعريفهم بهذا التخصص الذي مازلنا حتى اليوم بحاجة لعدد كبير منهم؛ لأن أطباء روماتيزم الأطفال الموجودين حاليا في المملكة بلغ عددهم نحو 35 طبيبا وطبيبة، ولايزال تركزهم في المدن الكبيرة، ونتمنى أن ينتشر التعريف بروماتيزم الأطفال في كل أنحاء المملكة وزيادة عدد الأطباء». من جانبه، أكد استشاري روماتيزم الأطفال من مدينة الملك فهد الطبية عضو اللجنة المظمة عبداللطيف العنزي أهمية التوعية في التشخيص المبكر الذي سيعطي نتيجة أفضل وسيحسن من نتيجة العلاج ويقلل الضرر. أما استشاري أمراض الروماتيزم الأستاذ المساعد ورئيس قسم أمراض الباطنة في كلية الطب بجامعة المجمعة فهيد العنزي أوضح ل«عكاظ»: "هدفنا خلال المؤتمر على التثقيف الصحي وتعزيز مفهوم أمراض الروماتيزم خارج المنشأة الصحية ومفهوم أمراض الروماتيزم والأعراض والتشخيص والعلاجات ومضاعفات بعض الأدوية وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المرضى"، مؤكدا أن «وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين؛ لأن هناك مرضى يحصلون على أدوية مصنعة منزليا تباع عبر تلك الوسائل كذلك الأمر لدى العطارين، ما أثر على كثير من المرضى بمضاعفات في حالاتهم الصحية الناتجة عن سوء المفاهيم، ولهذا أقيم هذا المؤتمر».