يواصل معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، استقبال الزوار في العاصمة اليونانية (أثينا)، إذ تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في متحف بيناكي في محطته السادسة عشرة، لمدة ثلاثة أشهر. وكان المعرض الذي افتتحته وزيرة الثقافة اليونانية ليذيا كونيورذو، قد عرض قطعتين أثريتين نادرتين اكتشفتا في قرية الفاو، الأولى للأسطورة الإغريقية هيراكليس أو هرقل، الذي يمثل أيقونة في الأدب والفن والثقافة الرومانية واليونانية، والأخرى «هربوقراط»؛ وهي أسطورة مصرية اعتمدها اليونانيون منذ الحقبة البلطمية، وتعود القطعتان الأثريتان إلى مملكة كندة الأولى في القرنين من الأول حتى الثالث الميلادي. وأكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب أن الحضارة اليونانية أسهمت في بناء حضارة الإنسان الغربي منذ القدم، في الوقت الذي انطلقت من أرض المملكة حضارة كبيرة هي الحضارة الإسلامية، والحضارتان أسهمتا في تغيير عالمنا الحاضر والماضي كذلك، كما تمتد العلاقة بين اليونان والجزيرة العربية إلى 3 آلاف سنة، ويبرز ذلك في عدد من الآثار الموجودة في المملكة التي تُظهر الروابط التاريخية والثقافية بين شبه الجزيرة العربية والثقافات اليونانية والبيزنطية. وأضاف: «لطالما كانت أرض المملكة العربية السعودية ملتقى الحضارات والنقطة المحورية للحضارات الإنسانية، بسبب موقعها الجغرافي الإستراتيجي في وسط قارات العالم التي تربط طرق التجارة العالمية عبر العصور، كما أن الاكتشافات الأثرية التي نقوم بها تُظهر أن أرض المملكة غنية بعدد كبير من الحضارات المتقدمة والمتطورة منذ العصر الحجري، لذلك يعد معرض (الطرق العربية) أحد أهم المعارض السعودية الدولية التي تمثل التراث الثقافي للمملكة وشبه الجزيرة العربية، ولقد شاركنا تاريخنا هذا أكثر من خمسة ملايين زائر من جميع أنحاء العالم، مبينا أنه تم اكتشاف أكثر من 10 آلاف موقع أثري وما تم التنقيب عنها منها هو 400 موقع فقط، فلنتخيل حجم الثروة الأثرية الموجودة في المملكة العربية السعودية». ويعد معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني واحداً من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت التراث الحضاري للمملكة والجزيرة العربية لأكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم من خلال إقامة المعرض في أشهر المتاحف العالمية بالمدن والعواصم الأوروبية والأمريكية والآسيوية، حيث شكل المعرض فرصة مهمة وحيوية لاطلاع العالم على حضارات المملكة والجزيرة العربية وما تزخر به من إرث حضاري كبير، ومقومات حضارية وتاريخية ممتدة عبر العصور، ويستمر المعرض إلى يوم 25 مايو.