تطلع عدد من كتاب القصة والرواية إلى تبني هيئة الترفيه لأعمالهم السردية بحكم توجه الهيئة لعقد شراكات مع منتجين عرب لتنفيذ مسرحيات وأفلام تعبر عن البيئة المحلية لتحقق الهيئة بذلك غايتين إحداهما يتمثل في صناعة محتوى يعبر عن المجتمع السعودي والأخرى تعزز قدرات السرديين المادية كون غالبهم لم يحقق من كتبه أي عائد ربحي، وتطلع الروائي أحمد الدويحي إلى أن تضع حزمة الاتفاقيات التي وقعها رئيس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ مع نجوم الفن المصري لإقامة مسرحيات حية وكتابة مسرحيات غنائية وإنتاج أفلام سينمائية، وتنظيم عروض موسيقية، وتبني المبدع السعودي ضمن البرنامج خصوصاً المنتج السردي المتراكم والغنائي لتعم الفائدة! ويذهب الناقد الدكتور عبدالله المعيقل إلى أن لدينا شبابا وصبايا يمثلون جيلاً موهوباً ومؤهلاً في كل الحقول من فنون وثقافة، مشيراً إلى أن بعض كتابنا معروف بعطائه والبعض ينتظر فرصة كهذه بعد انفتاحنا على الحياة من جديد. وترى الناقدة الدكتورة فاطمة إلياس أن هنالك فرقا بين تشجيع الكتاب السعوديين بتبني أعمالهم في إنتاج الأفلام والمسرحيات والمسلسلات، وبين الاشتراط القطعي والقسري على اقتصار قطاع الإنتاج المرئي للسينما أو التلفزيون أو المسرح على المنتج الأدبي السعودي. وأكدت أن من حق صناع الأفلام والمسرحيات والمسلسلات من مخرجين ومنتجين اختيار النصوص الروائية العالمية، والمشهورة لأعمالهم الفنية. كما هو حق المشاهد في متابعة تلفزيون وسينما ومسرح سعودي منوع ومرتكز على معايير إبداعية عالية يجدها في روايات ومسرحيات عالمية إضافة إلى نصوص سردية مختارة لكتاب سعوديين، ترضي ذائقة المشاهد وترتقي بالحراك الفني المحلي، وتكون رافدا له لا عبئا عليه لمجرد أن كاتبه سعودي. ولفتت إلياس إلى أن اختيار الأعمال الأدبية في السينما أو المسرح أو التلفزيون يجب أن يكون موضوعيا، ولا يخضع لاشتراطات متعسفة تأتي بنتائج عكسية منها خفوت حدة المنافسة واتكاء بعض الكتاب المحليين على سهولة اختيار أعمالهم، وضمان تواجدهم بغض النظر عن جودة ورقي العمل الأدبي، وأضافت الجيد يفرض نفسه دون أي واسطة رسمية. وتذهب الناقدة الدكتورة لمياء باعشن إلى أن الاشتراط على المنتجين توظيف أعمال سعودية غير ممكن، إلا أن الاقتراح ممكن، وأضافت الفكرة رائعة طبعاً، في ظل تزايد أعداد الكتاب السعوديين الذين يكتبون السرد بالأسلوب التصويري وترى أن الجميع سيكون في قمة السعادة. الكاتب صالح القرني يرى أن العمل على جعل الترفيه وسيلة لتجويد حياة اجتماعية طبيعية هدف سام في ذاته ويحتاج لجهود كبيرة ومنطلقات واعية ورؤية واضحة لمقاصده ومسعاه لينجح. ويؤكد أن السينما والمسرح فن وصناعة وبما تحمله من وعود اقتصادية متوقعة إضافة إلى الدور الفني المهم الذي ستقوم به فإن استيراد هاتين الصناعتين ووضعها في الإطار المناسب الذي تعد به الهيئة العامة للترفيه أصبح أمرا مطلوبا على كل حال، مشيراً إلى أن هيئة الترفيه لن تهمل النظر إلى الأعمال المحلية الإبداعية الجادة والعمل على دعمها وتشجيع الاستثمار في هذا المجال. وأضاف الأمر علاوة على أنه سيعمل حراكاً اقتصادياً ويشجع على السياحة الداخلية، فإنه أيضا داعم وبشكل كبير للمشهد الثقافي والحراك الفني على حد سواء. فيما عدّ الكاتب هاني الحجي السرد بمفهومه الدقيق ليس من مهمات هيئة الترفيه إلا أنه في حال ارتباط السرد لتحويله لسيناريو وأعمال سينمائية بوزارة الثقافة أو لجان السينما، ويرى أن المؤسسات الثقافية همشت السرد بتجاهلها لكُتّابه، مؤملا الإفادة من خبرات كتاب السرد في التحول لكتابة السيناريو لسد النقص والفراغ في هذا الفن بحكم أنه لا يوجد من المخرجين والسينمائيين متابعة للإنتاج السردي فهناك حالة غياب وعدم تواصل من الطرفين، مضيفاً بأن كل كاتب سرد يتمنى ترجمة أعماله إلى أفلام مرئية إلا أن السينما لدينا مازالت في البدايات، وتطلع لأن تكون هناك هيئة للسينما تدعم إنتاج الفيلم السعودي وتعمل على إيجاد سوق سينمائية في السعودية خصوصا أن توقعات الخبراء تشير إلى أن السينما السعودية ستحقق 30 مليار دولار سنويا تقريبا وافتتاح أكثر من ألفي دار سينما وستدخل للسينما السعودية أفلام عربية وعالمية منافسة. وقال إن وجود هيئة للسينما سيحمي المنتج والفيلم السعودي وسينظم سوق السينما اقتصاديا وستدعم تشجيع إنتاج الأفلام السعودية بتحقيق التواصل بين كتاب السرد والمخرجين وكتاب السيناريو وستعمل على تأسيس بنية تحتية للسينما السعودية وسيكون لها مساهمة في الناتج الإجمالي السياحي والترفيهي. وعبر عن أسفه أن روائيين كبارا مثل عبده خال ورجاء عالم ومحمد حسن علوان وأميمة الخميس حصلوا على جوائز ولا تحول أعمالهم إلى أفلام سينمائية، مضيفاً بأن تحويل السرد إلى أعمال سيجعل القوة الناعمة تخاطب وجدان وشعوب العالم لنقل قضايانا الإنسانية إلى كل الشعوب.