تعلق الشعوب العربية آمالا كبيرة على القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين التي ستعقد (الأحد) في تونس، كونها جاءت في وقت عصيب نتيجة سلسلة من المستجدات والتداعيات التي طرأت على الساحة العربية، ومن بينها قضية احتلال الجولان وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وتدهور الأوضاع في قطاع غزة، وتصاعد التدخلات الإيرانية والتركية في شؤون الدول العربية، وتطور الاحتجاجات الشعبية في الجزائر والسودان، إضافة إلى سلسلة من الملفات والتحديات الأخرى المرتبطة بأزمات المنطقة المشتعلة في سورية واليمن وليبيا، وغيرها من التحديات الراهنة والمستقبلية على جميع الأصعدة والمستويات. ولا شك أن الظروف الإقليمية والدولية تجعل من قمة تونس حدثاً كبيراً نتيجة لمقتضيات المرحلة التي فرضت تحديات عديدة ومتنوعة، حيث تتشابك التحديات السياسية والأمنية مع الاقتصادية والتنموية في سياق مستجدات متسارعة وطارئة، وتضع كما جديدا من الأولويات والتحديات التي تتطلب تضافر الجهود العربية ووحدة الصف العربي من أجل تجاوز هذه التحديات والأزمات والمضي قدما في بناء المستقبل وتحقيق تطلعات الشعوب، وكل ما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية للدول والشعوب العربية، ويعزز الجهود القائمة لمواجهة التحديات المشتركة، وباتت تتطلب أيضاً تطوير الجامعة العربية بما يسهم في تعزيز دورها في حلحلة القضايا العربية العالقة، التي أصبحت إرثاً ثقيلاً على كاهل الأمة العربية.