في عدد عكاظ الصادر يوم الأربعاء 23 محرم 1440ه قرأت: الدعوة لتأصيل العامية نحوياً وكتابياً تثير جدل المثقفين! وقرأت في بدء الكلام: آثار الرأي الذي طرحه محمد زايد الألمعي عن أهمية تأصيل العامية وتأسيس نظام نحوي وكتابي لها! ولعلي أقول إن هذا الرأي مردود على صاحبه جملة وتفصيلا! والأمة العربية قبل العهد والعصر الإسلامي كان العرب يكتبون العربية ولا ينقطون الحروف مثل ال ب، وت، ث، ال ج، خ، الذال، النون، الياء. ومع ذلك فإنهم لا يخطئون! وإننا نقرأ في الكتاب العزيز قول الحق سبحانه: «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه»، وبقيت لغتنا الشاعرة الجميلة هذا الدهر وستبقى إلى ما شاء الله إلى قيام الساعة! هذا الدستور الذي مضى عليه نحو خمسة عشر قرناً، وقبل ذلك كان العرب في جاهليتهم أعلاماً في هذه اللغة الجميلة والشاعرة! ولست أدري ما الدافع إلى العامية وبأي لهجة ستكون؟ ولا أدري ما الداعي إلى الاعتراض على لغتنا الشاعرة الماتعة! وإذا كان كل وطن عربي يتكلم بلهجته فلا مأخذ على ذلك غير أن فرداً من بلادنا يدعو إلى التحول عن لغتنا الجميلة المتاعة إلى لهجات عامية شتى فلا يفهم بلد لهجة بلد آخر بسهولة! إن هذا الرأي الذي يريد هدم اللغة الماتعة البليغة تخلف وجهالة وضياع لمنطق القوة والبلاغة والجمال الماتع! والأخ محمد زايد يبدو أنه يريد أن نعود إلى الوراء! إن الأمم التي تنشد الرقي والتقدم ماضية إلى السمو تاركة الجهالة وأهلها في تخلفها وحياتها الراكدة! والأخ محمد زايد يريد الرجوع إلى الوراء فله أن يمضي إلى المنحنى الذي يدعو إليه في شعره وحديثه ومنهجه! له ما يشاء في هذا السلوك الرجعي ويدع أمة القرآن والإسلام ماضية في منهجها ورقيها من خلال دستورها وقيمها ومثلها ولترقى إلى المثل والجمال والحياة الكريمة بهذا الدستور والقيم والمثل العليا، على حين نرى قناة الرسالة تقدم برامج لأطفال في الصين وبعض البلاد التي يحكمها الاتحاد السوفيتي، هؤلاء الصغار يحفظون آيات من الكتاب العزيز بلغتنا العربية! بل إن بلداً مسلماً في شرق آسيا يقولون إن المستقبل للغة العربية، ونحن أهل هذه اللغة في دستورنا وأحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولعل الواجب أن نحمد الله على بقاء هذه اللغة التي تبني ولا تهدم وأمة دين إسلامي باق، وهذه القيم ودستورها الإسلام ستبقى لغتنا الخالدة إن شاء الله. وعلى الله قصد السبيل وهو سبحانه المستعان! * كاتب سعودي [email protected]