وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى بكين أمس (الخميس) في ثالث محطات جولته الآسيوية، التي بدأت بباكستان فالهند. ويعطي تاريخ التعاون والشراكات بين الرياضوبكين، الذي يعود إلى 77 عاماً، ومكانة البلدين في خارطة العالم، وثقلهما السياسي والاقتصادي، زخماً كبيراً لزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. بينما تشير الأرقام الاقتصادية إلى ازدهار كبير في التبادل التجاري، إذ ارتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى 12% عام 2017، مقارنة ب2016، كما ارتفعت الصادرات السعودية إلى الصين من 21.31 مليار دولار إلى 25.63 مليار دولار في 2017. وتحتل الصين المرتبة الثانية من بين أكبر 10 دول مصدرة إلى المملكة. بينما تحتل المرتبة الأولى من بين الدول المستوردة من المملكة. ويلتقي ولي العهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يسعى لتعزيز التعاون الصيني في الشرق الأوسط، بحسب «رويترز». وقالت وزارة الخارجية الصينية إن مبادرة «طريق واحد حزام واحد» ستكون على جدول أعمال المحادثات فيما يسعى البلدان الى تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما. من جهته، أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أن زيارة ولي العهد إلى الصين ستنمي العلاقات الثنائية وتعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات. ولفت الفالح، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء «شينخوا» الصينية أمس الأول، إلى العلاقة الطويلة والقوية بين المملكة والصين. وأشارت الوكالة الصينية إلى أن مسؤولين صينيين سيعقدون اجتماعات بولي العهد لمناقشة سبل التعاون بين البلدين. وأوضح الفالح أن الزيارة ستنظر للتعاون المستقبلي، وستعزز ما تم تحقيقه في الاجتماعين السابقين للجنة المشتركة بين البلدين. ولفت الفالح إلى أن الصين «الشريك التجاري الأكبر للمملكة»، مضيفاً «الصين تتطور بسرعة كبيرة بفضل تكنولوجيتها وقدراتها وصادراتها للعالم، وهناك تنافس متزايد للمنتجات الصينية من حيث الجودة، فلم تعد الصين مصنعة لسلع منخفضة التكلفة». وعرج إلى أن التجارة الثنائية قوية ومزدهرة مع انفتاح الأسواق الصينية، وأن المملكة لديها حصتها في تلك الأسواق. وأشاد الفالح بمشروع شركة أرامكو السعودية في فوجيان، وبناء مشروعها الرئيسي للبتروكيماويات في تيانجين، والذي سيتوسع في السنوات القليلة القادمة لتحقيق مزيد من النمو «لقد شهدنا النجاح». ونجحت المملكة من جذب الاستثمارات الصينية مثل شركة «سينوبك» الصينية من خلال مشروع شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير المحدودة «ياسرف»، والتي تحقق أرباحًا كبيرة باستمرار. وأكد الفالح أن الاستثمارات المتبادلة «ستشهد نموا»، لافتاً إلى أن «المملكة تمتلك الكثير من رأس المال الذي يحتاج لمشاريع مربحة، والصين مكان رائع للاستثمار بأسواقها الضخمة وبيئتها المناسبة». وأشار الفالح إلى أن المملكة توفر تمويلاً جيداً للمصنعين والمشاريع، ولديها أراض منخفضة التكلفة متاحة للمصانع، وبيئة داعمة لتدريب الموارد البشرية. مضيفاً «تعتبر المملكة سوقا مزدهرا محاطا بأسواق إقليمية. عند وضع هذه العوامل معا، سيجد المستثمرون الصينيون أن المملكة هي أفضل مكان للشركات التي تسعى للعالمية. هذه هي العوامل المساعدة التي تقدمها الرؤية السعودية 2030». وأضاف «أنا متأكد بأن المستقبل يحمل ازدهارا كبيرا لكلا البلدين وللشراكة بينهما».