اعتبر أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، مشروع وسط العوامية بالقطيف، رداً عملياً على من يصطادون في الماء العكر، مؤكداً أن الخارج يقول ما يقول، لكن الدولة تهتم بأبنائها الذين يلمسون ما هو موجود. وقال خلال افتتاحه أمس مشروع تطوير وسط العوامية، «الذي يريد الاصطياد في الماء العكر فهذا هو الجواب، فليأتِ ليرَ، ولسنا بحاجة لتفسير ما هو مفسر»، معلناً ترحيبه بزيارة الجميع للموقع، ومؤكداً الحرص على توفير مواقع لأبناء المحافظة خالية من الشوائب واستصلاح كل ما من شأنه توفير بيئة صحية لجميع مكونات المجتمع. وأضاف: «لقد تحول الحلم إلى واقع بعد سنة كاملة وهذا المشروع يأتي بتوجيه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ تم تكوين فريق عمل متكامل لإنجازه، من خلال تحويل منطقة عشوائية ومؤذية لأهل العوامية بشكل خاص، ومحافظة القطيف بشكل عام، إذ كانت تمثل خطراً بيئياً ومنطقة غير قابلة للعيش وتولد فيها بؤر فاسدة، والآن ولله الحمد تم تحويلها لمنطقة حضارية تراثية تمتلك جميع المقومات». وشدد على أن جميع ملاك العقارات تسلموا تعويضاتهم الكاملة عن عقاراتهم، مشيراً إلى أن محافظة القطيف قامت بتسلم أوراق جميع ملاك العقارات وبدورهم استلموا تعويضاتهم، مثمناً توجيه خادم الحرمين الشريفين باستضافة ملاك العقارات المزالة، طيلة الصيف الماضي، لتبدأ بعدها أمانة المنطقة الشرقية بمرحلة البناء، وقال: «وضعت حجر الأساس قبل سنة إلا 6 أيام، والآن أتشرف بافتتاح هذا المشروع الذي حافظ على المكونات الأساسية لتطوير وسط العوامية مثل المساجد والعيون المائية والأبراج التي بقيت كما هي». ووصف مدة إنجاز المشروع ب«القياسية»، لافتا إلى أنه سيكون مصدر إشعاع لأهالي العوامية. وكان أمير الشرقية لدى وصوله إلى مقر الحفلة قص شريط افتتاح المشروع، بحضور محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان، وهو من أهم المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها في المحافظة، وتجول في أركانه واستمع لشرح موجز عن أبرز مقوماته ومكوناته ومدة إنجازه. وأوضح أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، أن هذا المشروع يعدّ جوهرة من جواهر فنون العمارة التراثية بمنطقة القطيف بأبراجه العالية والبيت التراثي وساحاته الفسيحة وأسواقه الشعبية وعدد من المعالم التي تعيد إلى الأذهان الكثير من الذكريات لسكان القطيف، حيث يضم في جوانبه المركز الثقافي الذي أضفى عليه لمسة عصرية، ومع ذلك فإن أهمية هذا المشروع لا تتوقف عند بعده المعماري والهندسي فحسب، بل تتجاوزه إلى ترسية مفهوم جديد من المشاركة الفاعلة للمواطنين في رسم ملامح التنمية، فقد شارك أهالي وأبناء محافظة القطيف في مراحل تصميم المشروع كما شاركوا بفاعلية في التنفيذ. وأشاد بدور الشركة المنفذة للمشروع لاستشعارها أهميته وإنجازه في وقته المحدد، إذ بلغ عدد الأيدي العاملة بالمشروع أكثر من 1200 عامل، وتم إنجازه في نحو 8 أشهر وتحقيق أعلى معدلات السلامة والجودة.