العنوان من قصيدة للدكتور عبدالعزيز المقالح بعد غياب 15 سنة عن معشوقته صنعاء.. وهو حال الكثير من اليمنيين الموجودين في الخارج حاليا بسبب الحرب اليمنية. حيث بدأت الأزمة اليمنية تدخل منعطفها الأخير بين طرفي النزاع، فإما سلام يبنى عليه مستقبل البلد وإعادته إلى الواجهة العربية، وهو ما نأمله أو الاستمرار في النزاعات حتى القضاء على ما تبقى من تاريخه التليد. الكثير من أبناء اليمن يحملون الحكومة الشرعية جزءا كبيرا من استمرار الأزمة من خلال بقائها خارج اليمن، سيما بعد أن قامت قوات التحالف بتحرير أكثر من ثلاثة أرباع مساحته مما دفع بالطرف الآخر (الحوثي) إلى استغلال ذلك الغياب الحكومي والاستمرار في تدمير ما تبقى منه وتشجيع مرتزقته بالعبث بمقدراته وتفكيك نسيجه الاجتماعي ومسح هويته الوطنية على الرغم من عدم امتلاكه نصف ما لدى الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من السلاح والمقاتلين.. إن وجود الحكومة داخل اليمن أمر حتمي للإشراف المباشر على عمليات التحرير وإرباك للخصم وإرغامه على القبول بالقرارات الدوليه الداعية لإنهاء الأزمة، علاوة على بعث جزء من الطمأنينة والأمل لأبنائه خاصة الموجودين في حدود سيطرة مليشيا الحوثي، وإحساسهم بأن التحرير قريب مما يزيل شبح الخوف المسيطر عليهم ومن ثم التمرد على الحوثي وما يفرضه عليهم من عقائد وخزعبلات فاسدة دخيلة على أبناء اليمن. * لواء متقاعد، كاتب سعودي