أعتز كثيرا بمدينتي «جدة» وأشعر بالفخر وأنا أشاهد وأتابع تطورها في كل المجالات، وأعتبرها أجمل مدينة في هذا العالم وفي كل مرة تحقق جدة سبقا أو إنجازا أو مبادرة أو عملا ينقلها إلى العالمية تزداد سعادتي وفرحي بها، و«معرض جدة الدولي للكتاب» الذي اختتمت نسخته الرابعة قبل أسبوعين أحد تلك الإنجازات التي ترسخت محليا وإقليميا وعالميا وهو نموذج لإنجازات عديدة حققتها محافظة جدة بفكر وجهد وعمل دؤوب وإنجاز يعلن عن نفسه رغم تقصير الإعلام في إبرازه.. خلف كل ذلك يقف الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز الرجل الذي نذر نفسه ووقته وجهده لخدمة هذه المدينة بكل صمت، وبعيدا عن الأضواء، والرجل الذي ارتبطت به «جدة» منذ 22 عاما، حيث اختاره الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله ليكون أول محافظ لهذه المدينة لتنشأ على يديه «محافظة جدة» التي تحولت من «قائمقامية» متواضعة العمل والصلاحيات إلى مؤسسة حكومية كبيرة ترعى الأمن في هذه المدينة وتحافظ عليه كما تعمل على تنميتها وتطويرها وخدمة سكانها ومتابعة مشاريعها. كنت ومن خلال عملي في الصحافة أتابع هذا الوليد المحافظة الذي نشأ في بيئة حديثة سبقت رغم حداثتها العديد من الإدارات تنظيما وتقنية وتسلسل إجراءات، واستخداما عالي الدقة للحاسب الآلي وأدواته وتطبيقاته حتى أصبحت نموذجا حضاريا وتجربة رائدة في مجال الحكومة الإلكترونية. وزاد على ذلك التطوير المستمر لأعمال ووظائف وأهداف المحافظة الذي قاده مشعل بن ماجد بكل هدوء وبعيدا عن صور ولقطات الصحافة وميكروفونات الإذاعة وكاميرات التلفزيون، أقول هذا عن تجربة فقد طلبت منه أكثر من مرة إجراء لقاء صحفي وتلفزيوني بحكم عملي في صحف البلاد و«عكاظ» وراديو وتلفزيون العرب وقناة ديوان التابعة للغرفة التجارية بجدة فرفض وهو يقول إن المهم هو الإنجاز وليس الكلام. محافظة جدة هي محافظة المبادرات والأعمال التنموية اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، ومن تلك الأعمال مهرجان جدة التاريخية الذي كان ولعدة سنوات مقصدا سياحيا وتظاهرة اجتماعية ينتظرها أهالي جدة وزوارها من كافة مناطق المملكة، وسنظل نذكر المهرجان الصيفي «جدة غير» الذي كان هو الآخر مبادرة كبيرة للمحافظة ومناسبة تسويقية وثقافية وفنية سبقت ما تقوم بها هيئة الترفيه بعدة سنوات، ومن المبادرات غير المسبوقة للمحافظة إقامة معرض مشاريع جدة حيث يطلع سكان جدة وزوارها على ما يدور في محيط جدة العمراني، ولا أنسى أن أذكر هنا مبادرة «برنامج التدريب لتوطين الوظائف» الذي أثبت واقعيته في السعودة بتنسيق مع القطاع الخاص، هذا غير تنظيمات عديدة أنجزتها المحافظة في مجالات التطوير والمتابعة مثل المجلس المحلي للمحافظة وهو نموذج مصغر لبرلمان يجمع عناصر متنوعة الاختصاصات وتمثل فيها كافة الإدارات الحكومية في جدة، أما على النطاق التعليمي فمحافظة جدة صاحبة مبادرة «المعلم المثالي» و«الطلاب المتفوقون»، إلى جانب مبادرات تنظيمية أخرى تحفظ حقوق كل مقيم في جدة. هذه هي مدينتي التي يرعاها محافظها مشعل بن ماجد الرجل الذي قال عنه أمير المنطقة خالد الفيصل ذات يوم إنه «الأستاذ والمرجع في كل أمر له علاقة بالأنظمة وبكل ما يخص هذه المدينة». هنيئا لنا بجدةالمدينة التي لا تعرف التثاؤب. وهنيئا لنا بمحافظها الذي اقترنت به تنمية وتطورا وتنظيما.