يبدو أن جدل خشونة القصيدة العمودية لم ينته مع حذف الشاعر دخيل الخليفة تغريدته التي أثارت العديد من الآراء والسجالات خلال الأيام الماضية، التي بدأت بتأكيد الخليفة على أن خشونة القصيدة العمودية لا تناسب المرأة الشاعرة، وإن أجادت بها، وأن قصيدتي التفعيلة والنثر هما الأقرب لرقتها والتعبير عن مشاعرها، مؤكداً أن الشكل العمودي رجالي بامتياز، ونشرت عنه «عكاظ» موضوعاً تحت عنوان: (شاعر يقصي المرأة من القصيدة العمودية.. والسبب: «الخشونة») بتاريخ: 6 / 5 / 1440، وهو الرأي الذي اتفق معه وقتها الناقد والشاعر المصري عبدالله السمطي بقوله إنه يتفق مع رأي الخليفة وقد كتب هذا الرأي من قبل على صفحته بالفيسبوك ولكنه هوجم كثيرا. وقطع السمطي بأنه لا يوجد إنجاز حقيقي للمرأة في مجال القصيدة العمودية إلا بعض اللمحات هنا وهناك ! إذ لم يقف هذا الجدل عند رأي الخليفة الذي طرحه في تغريدة وحذفها فيما بعد بل إنه تحول لساحة من الجدل وتصفية الحسابات ما بين الناقد المصري عبدالله السمطي والعديد من الشعراء السعوديين والشاعرات. حيث علقت الشاعرة أشجان هندي على هذا الرأي بقولها: إذن ودون مجاملة أيضا: هل لشعراء يكتبون الشعر ويعون ما هو أن يوجهوا بوصلة غيرهم من الشعراء والشاعرات الآخرين بأن هذا النوع الشعري أجمل لكم ويليق بكم وذلك لا !.. ليكتب من يشاء ما يشاء وللمتلقي أن يقبل أو يرفض. فيما تضييق الواسع الذي نستنكره عادة لو قام به غيرنا ! أما الشاعرة خديجة العمري فقد كانت أكثر حدة، إذ قللت من مكانة السمطي النقدية لأنها كما تقول تعرفه جيداً قبل (بنية القصيدة الحديثة عند العواجي) التي لم يرها غيره وتمنت على السمطي ألا يستعرض طاؤوسيته الفجة ! ويبدو أن موقف الشاعرة خديجة العمري شجع الشاعر محمد جبر الحربي على أن يدلي بدلوه في هذه المسألة فاتفق مع العمري في رأيها تجاه السمطي، حيث كتب عنه أنه من سمط الثمانينات لا نقد له ولا شعير، وأنّ حسنته الوحيدة كما قال: التفاته لحبيبنا الدكتور إبراهيم العواجي وكيل وزارة الداخلية. وأكد الحربي على أنّ معرفته الوثيقة بالعواجي تؤكد أنه لم يقرأ هذا الكتاب ! وأضاف أنّ نقد السمطي للشعر السعودي هباء، لأنه لا شأن له بالشعر السعودي. وأكد الشاعر والناقد عبدالله السمطي ل«عكاظ» أنه جاء إلى الرياض بوصفه شاعرا وناقداً لا بوصفه صحفيا، ولهذا طرح ما طرحه بكل صدق. وكتبه بلغة نقدية مخففة لتصل لمختلف القراء، لكن للأسف الشديد هناك نكران كبير وغير متوقع له من الساحة الثقافية السعودية رغم كتابته عن أكثر من 200 شاعر وأديب سعودي، وإعداده ملفات ثقافية كثيرة في كل مكان عمل به، لكنه فوجئ بالهجوم والردود غير المقبولة من الشاعر محمد جبر الحربي والشاعرة خديجة العمري. وأضاف السمطي أنه تماسك ولم يتطرق إلى اللغة التي ردا بها، وهي للأسف الشديد لغة مبتذلة لا تليق بشعراء، لأنّ لغة الشتائم سهلة ويسيرة لكن لسانه يعف عنها. وأكد السمطي أن الموضوع الذي مضى فيه الشاعر الحربي والشاعرة العمري لا يناقشهما أصلا، ولا يتطرق لهما، فالموضوع عن كتابة المرأة للقصيدة العمودية، ولكنهما قفزا إلى موضوع لا يعنيهما تماما ربما من أجل إثبات الحضور والذات، لذا قرر السكوت لأن شاعرا يقول لك أنا أشعر الشعراء، وشاعرة تقول لك: أنا أشعر شعراء العرب، وشاعريته على العين والرأس، ولكن أين حفاوة النقاد بهذه الشاعرية الكبرى المتضخمة ؟