رفض وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير تسييس القضايا الجنائية والاجتماعية في الدول، مشدداً على أن كل دولة لديها سيادة وقوانين يجب احترامها، «قيادتنا وسيادتنا في المملكة خط أحمر، ولن نسمح لأي دولة أن تتجاوز أو تتعدى على سيادتنا». وأكد الجبير، خلال المحاضرة التي ألقاها، أمس (الخميس)، بمقر أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، أن دول التحالف العربي لم تكن تريد الحرب في اليمن، بل فرضت عليها بسبب مليشيات الحوثي وانقلابها على الشرعية في اليمن، مشدداً على أنه لا يوجد أحد حريص على أمن واستقرار اليمن أكثر من التحالف العربي. وأشار الجبير إلى أن المجتمع الدولي عليه أن يدرك أن الأزمة الإنسانية في اليمن حدثت بسبب انقلاب مليشيات الحوثي على الحكومة الشرعية، مشيراً إلى أن الإمارات قدَّمت مساعدات لليمن غير مسبوقة على مستوى العالم. وقال: «إن الدول الكبرى تعلم ما هو هدف النزاع في اليمن، وتعلم أن مليشيات الحوثي هي التي لم تلتزم بالاتفاقات، وأنها لا تسعى لأمن واستقرار اليمن». وأضاف: «المملكة والإمارات بذلتا جهوداً كبيرة لإنجاح مشاورات السويد بين الأطراف اليمنية وما تمخضت عنه من اتفاقات، وهو ما أكدت عليه دول عدة وأطراف دولية فاعلة، ونتطلع إلى تنفيذ بنود الاتفاق والانتقال إلى مرحلة تالية من أجل أمن واستقرار اليمن». وحول العلاقات السعودية-الإماراتية، أكد أن البلدين الشقيقين تربطهما علاقات قوية راسخة وفريدة من نوعها، ويسعيان إلى الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى غير مسبوق، لافتا إلى أن مجلس التنسيق السعودي-الإماراتي يعمل لتحقيق هذه الغاية وتعزيز العلاقات في شتى المجالات. وتابع: «متفائل جداً بمستقبل المنطقة، فالسعودية والإمارات حريصتان على تعزيز مسيرتهما التنموية، والمستوى المعيشي للمواطنين، وتمكين المرأة، وخلق مناخ مبدع للشباب، والاستثمارات الداخلية والخارجية، وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة، ويمتلكان موارد طبيعية وكوادر شابة واعدة وبنية تحتية متطورة واستقرار سياسي وقيادة حكيمة». وأضاف الجبير «موقعنا في العالم استراتيجي، وجميع المكونات متوفرة لدينا لمزيد من التطوير، العالم يحسدنا على ذلك، وطموحنا أعلى». وذكر أن هناك تحديات تتعلق بالمعلومات و«السوشيال ميديا»، وتداول الشائعات بشكل كبير، مؤكداً أهمية التعامل مع هذه التقنية وسرعة تداول المعلومات، موضحاً أنه في هذا الصدد تم إنشاء مركز الاتصال والإعلام الجديد في وزارة الخارجية بالمملكة ومن ضمن أدواره المتعددة، العمل على نشر رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنحو 16 لغة. وأكد الجبير أن التطرف والإرهاب من التحديات التي تواجه الجميع وتتطلب تعزيز العمل متعدد الأطراف بين جميع الدول، فلا يمكن لدولة واحدة أن تتصدى له بمفردها، مشددا على أن المملكة كانت دائماً تدعو إلى إجراءات قوية لمحارب الإرهاب والتصدي لمموليه، وهناك عمل كبير مع الاشقاء في الإمارات. وتطرق إلى الأوضاع بالمنطقة قائلاً: «إيران لديها تاريخ حافل بالإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وتعمل على دعم المنظمات الإرهابية مثل حزب الله ومليشيات الحوثي، وتهدف دائماً إلى زرع الفتن وتأجيج الأوضاع في البلدان». وأضاف: «هذا الأمر لن يستمر إلى الأبد، والعالم بدأ يتخذ إجراءات صارمة تجاه إيران، وعلى إيران أن تدرك أن سلوكها في عدم احترام القوانين الدولية والتدخل في شؤون دول الجوار لم يقبل به العالم». ورداً على سؤال من أحد طلاب الأكاديمية حول ما تعلمه من وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، قال الجبير: «تعلمت منه الصبر وأن أضع نفسي في موقع الطرف الآخر، وكذلك القراءة والاطلاع والتحضير المسبق، لقد كان نموذجاً للإخلاص والتفاني في كل لحظة من حياته».