ليس غريباً أن يبتهج أهالي منطقة عسير بتعيين الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أميراً للمنطقة، بعد ما لمسوا فيه من حبّ للإنجاز وتفان وإخلاص خلال الأشهر ال10 الماضية التي كان فيها نائباً لأمير المنطقة السابق الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز. وظل الأمير تركي قريبا من الناس يتلمس احتياجاتهم ويصغي لمشكلاتهم الكثيرة في المنطقة، ويقف بنفسه على تلك المشكلات حتى تنجز، إذ لا تكاد مدينة في عسير أو محافظة إلا وكانت له زيارة لها أو لقاء استمع لأهلها ووقف على مشكلاتهم واحتياجاتهم، وعليه فلا شك لديهم أن أمير منطقتهم الجديد بحيويته ونشاطه قادر على ترتيب الأولويات في المنطقة والعمل على تذليل الصعوبات وتجاوز المعوقات التي تأتي الخدمات الصحية والطرق في مقدمتها ابتداء بالمدينة الطبية وليس انتهاء بالعقبات الرابطة بين تهامة عسير وسرواتها، والحفاظ على هوية المنطقة بما يكفل لها أن تكون الوجهة السياحية الأولى والمفضلة بما حباها الله به من جوّ عليل ومواقع وآثار وشواطئ مختلفة عن غيرها. ويرجح أهالي عسير أن أولويات الأمير تركي بن طلال في المرحلة القادمة، ستكون كل الأفكار والأمنيات التي طالبوا بها في السابق، كاستئناف مشروع المطار ومشروع المدينة الطبية المتوقف، ومشروع المبنى الجامعي والمستشفى والعديد من مشاريع الطرق المتوقفة كمشروع طريق السودة وبيشة وغيره، والتي لا شك أن الأمير تركي قد وقف عليها في زياراته السابقة ولديه الإلمام الكامل بأدق تفاصيلها. أما الشباب في منطقة عسير فقد كان الأمير تركي بن طلال قريباً منهم، وكانوا محط اهتمامه، واتضح ذلك من إنشاء فريق تطوعي (ساند)، إذ كان الفريق التطوعي الأول في المنطقة يعمل وفق أهداف مرسومة، كما يشهد أبناء منطقة عسير له التفافه حول أندية المنطقة الرياضية، ولعل وقفته الشهيرة مع نادي أبها في أوقات كان اللاعبون والشباب يحتاجون لتلك الوقفة الصادقة، إضافة إلى مؤازرته لنادي ضمك فكان لهذين الناديين المعين والمحفز والسند، تلك الالتفافة الكريمة ينظر لها المتابعون على أنها اهتمام بالشباب بشكل خاص والرياضة بشكل عام وكل ما يسعى له الرياضيون في منطقة عسير أن تستكمل المباني والمنشآت الرياضية في المنطقة وأن يعاد النظر في مجالس إداراتها وتفعيل دورها بما يخدم اهتمامات الشباب وتطلعاتهم. كما يرى الأدباء والمثقفون في منطقة عسير استحقاق المنطقة لتوحيد الجهود والعمل بروح الفريق الذي يسعى لخدمة الثقافة وأهلها والتشجيع على البرامج والفعاليات الشبابية التي تعمق الوعي وتزرع الولاء للوطن والمكان بعيداً عن الإقصاء والشللية وأن يكون البقاء للأقدر والأنفع.