تشهد محافظة العلا حراكاً ثقافياً وفنياً غير مسبوق، إذ تحتضن عروس الجبال مهرجان طنطورة الذي يعد نافذة العلا إلى العالم، حيث التاريخ القديم ينهض مجدداً، ويتحدث مجدداً بلغة مغايرة، ورؤية مختلفة. ولأن الثقافة قوة ناعمة، استطاع مهرجان طنطورة أن يخطف الأنظار، فقد توافدت وسائل إعلام من دول عربية وأجنبية إلى التراث الضارب في جذور التاريخ، فهنا مدائن صالح، ومكتبة اللحيانيين المفتوحة، ومعابد مملكة دادان، وجميعها حضارات قديمة وجدت قبل الميلاد بقرون. ففي مسرح مرايا، وفي غرف الانتظار قبل حفلة الفنانة ماجدة الرومي، كان الحراك كبيرا، إذ حضر الحفلة سياسيون وفنانون لبنانيون من مختلف الأطياف والأحزاب المختلفة، ما يؤكد أن شتاء طنطورة استطاع أن يكون ساحة للمعرفة والثقافة والعلاقات الدولية أيضاً. وفي مدينة العلا أعمال الهيئة الملكية لمحافظة العلا في كل مكان، فمنذ تأسيسها في 20 يوليو 2017 استطاعت أن تنهض بالإنسان قبل المكان، إذ أسست برنامج «حماية» الذي يقوم على توعية الأهالي بالإرث التاريخي، إضافة إلى تمكين الشباب والشابات من سكان المحافظة للاستفادة من البرامج المختلفة، ومهرجان شتاء طنطورة.