أثارت مادة «مهارات التفكير الناقد والفلسفة» المزمع تدريسها للمرحلة الثانوية في الفصل الثاني من العام الحالي، كثيرا من الجدل بين التربويين، وما نخشاه ألا يكون التفكير إلا فيما يحويه غلاف هذه المادة! وإن كانت المادة مثل ما نتمنى فهذا تطور ونقلة غير مسبوقة في تعليمنا لمن يدرك هذا التطور وما يترتب عليه، ولكن لدى الكثير من المفكرين والمثقفين ومن هم في هذا المستوى العديد والعديد من الأسئلة، مادة بهذا المستوى تحتاج الكثير من الوقت حتى يتضمنها المقرر الدراسي وهذا خلاف الواقع؟ لابد من مشاركة العديد من الجهات ذات العلاقة حكومية وغير حكومية كجهات مؤسساتية ناهيك عن مشاركة أصحاب الفكر والمثقفين والعلماء في منهجية ومحتوى المادة رغم أهميتهم وفاعليتهم؟ والأهم هل هناك تهيئة لاحتواء مخرجات تعليمية من هذا النوع؟ وغيرها الكثير من التساؤلات. التعليم معرفي وفكري، فالمعرفي في التعليم بكل تأكيد لم يعد يتناسب مع الانفجار العلمي خصوصا في جانبه الإلكتروني، وإن وجد تعليم من هذا النوع، لا أرى يتناسب معه، إلا كلمة تعليم زمان على غلاف المادة وبخط مميز! من خلال نحو 20 عاما في مجال التعليم، وجدت أن الفكر عند الطالب نشط وأداة خطرة، التعامل معه يحتاج مهارة في مجال التعليم والتوجيه وهناك كتاب غربيون وشرقيون كتبوا عن الفكر العربي وتميزه وهذا ما جعله مستهدفا منذ زمن طويل مع الأسف. آن الأوان في بلادنا وفي ظل قيادة شابة طموحة تحمل الكثير من الإنجازات وشغوفة بها وتتميز بشفافية في الكثير من المجالات، ولديها رؤى طموحة، تسعى لتحقيقها، أن يكون التعليم مساندا وفعالا لها، ولن يكون هذا إلا بتعليم من هذا النوع، ولكن بضوابط دقيقة، فبناء أفكار بعموم هذا المصطلح على إطلاقه، قد تكون له سلبيات. [email protected]