رصدت جولة «عكاظ» على القرى والمراكز التابعة لمحافظة الليث، وبالتحديد مركز «بني يزيد واتانه»، تعثر الكثير من المشاريع وافتقاد الخدمات، وذلك بعدما كشفت الأمطار رداءة تنفيذ الطرق الأسفلتية، وتساقط الصخور، في مشهد يتكرر مع كل موسم أمطار. ورغم النداءات المتكررة من السكان، لا تزال الجهات المختصة تغض الطرف عن إنهاء معاناة السكان إلى أن تقع الكارثة، إذ لم تصمد مشاريع الطرق والعبارات والمصدات الخرسانية التي وضعتها الشركة المنفذة لمشروع طريق «اتانه» أمام الأمطار كمثيلاتها من المشاريع المنفذة في قرى «بني يزيد وجدم»، وكشفت السيول رداءة التنفيذ، التي ظهرت جلية في انكشاف الطبقة الأسفلتية للطرق التي اجتاحتها السيول، ومنعت السكان من التنقل أو الدخول إلى قراهم، بخلاف تساقط الصخور الذي أنهك السكان. «عكاظ» وقفت على عدد من المشاريع التي نفذتها الشركة، ضمن استكمال بعض الطرق بمنطقة مكةالمكرمة المجموعة ال25، والتي وصلت تكلفتها إلى ما يتجاوز 112 مليون ريال، إلا أن تلك المشاريع سرعان ما كشفت الأمطار رداءة تنفيذها وتسببت في تدميرها وأغلقت الطرق، ما دفع السكان إلى مناشدة الجهات المختصة للوقوف على المشاريع المنفذة وإجراء جولات مستمرة عليها. غياب موظفي «النقل» أصبح سكان قرى «بني يزيد» التابعة لمحافظة الليث، يخرجون من قراهم ويتجهون إلى المحافظات المجاورة مع كل تحذيرات بهطول الأمطار هربا من الأخطار، وحتى يتسنى لهم الوصول إلى أعمالهم وكلياتهم ومدارسهم التي تقع خارج القرى، إلا أن السكان المرتبطين بأعمال ومدارس في قرى «بني يزيد» يتحتم عليهم البقاء إلى أن تفتح الطرق أمامهم. وقال سعيد اليزيدي (من أهالي مركز بني يزيد) ل«عكاظ»: «عند هطول الأمطار وجريان الأودية يتم إغلاق الطريق بالصخور المنقولة بسبب سوء تنفيذ الطرق وسط الأودية، دون وجود عبارات أو جسور، ومع ذلك يعاني السكان من غياب الصيانة للطريق الرئيسي الرابط بين المركز والمحافظة، الذي طال انتظاره وتسبب في تأخيرهم عن أعمالهم ومدارسهم، كون الطريق يسلكه المعلمون والمعلمات والموظفون يوميا، ما يشكل خطرا على الأرواح عند جريان الأودية، ما لم تتدخل وزارة النقل التي لا تزال تلتزم الصمت وكأن الأمر لا يعنيها». وأضاف: «الأهالي يتوقفون عن الحركة لانجراف الأسفلت، وأصبح السكان يؤدون أعمال موظفي وزارة النقل من خلال صيانة الطرق، ويضعون إشارات تحذيرية حتى لا تقع الحوادث، في ظل غياب الجهات المختصة عن القيام بواجبها». انقطاع الكهرباء والاتصالات وأضاف المواطنان محمد اليزيدي وعلي اليزيدي ل«عكاظ»: «انقطاعات الكهرباء المتكررة وصمة عار على جبين شركة الكهرباء، التي تدعي تقديم الخدمات الجيدة للسكان في كافة القرى والهجر، لكن تلك الخدمات تتكشف وقت هطول الأمطار مع الانقطاعات التي تستمر بالأيام، والأمطار الأخيرة التي شهدتها قرى شرق الليث وغيرها من المراكز كشفت رداءة الخدمات، فالانقطاعات التي حدثت واستمرت أياما ليست بسبب الأعمدة الكهربائية، بل بسبب عدم صمود الطاقة الكهربائية أمام الأمطار، فالكثير من المنازل وصل الانقطاع بها لأكثر من 72 ساعة». وطالب اليزيدي بتقوية الكهرباء في القرى، وتساءلا: هل تنقطع الكهرباء عن محافظة الليث أم فقط على القرى الجبلية التي يعيش أصحابها في معاناة ولا يصل صوتهم للجهات المختصة؟ وأشارا إلى أن معاناة سكان قرى الليث لم تقتصر على انقطاعات الكهرباء، بل تجاوزت ذلك إلى الاتصالات، رغم حملهم أجهزة جوال واشتراكهم في باقات الإنترنت دون الاستفادة منها. وأفاد المواطن حمد الفهمي أنه رغم الأعداد الكبيرة لأبراج الاتصالات، إلا أنه سرعان ما يتوقف عملها عند هطول الأمطار وتتسبب في عدم قدرتهم على التواصل مع أسرهم أو أعمالهم، حتى أن الكثير من الحوادث يبلغ عنها بالتواصل مع الجهات الرسمية شخصيا في مواقعها أو الذهاب إلى مواقع الشبكة للاتصال. وطالب مواطنون بإنهاء معاناة انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات المتكررة، وتنفيذ عبارات وجسور لحمايتهم من الغرق، وتوفير أقسام للكليات، خصوصا للبنات. احمونا من طريق «جمة» يضطر معلمو وسكان قرية «جمة» في الليث إلى ترك سياراتهم على الطريق العام الأسفلتي والانتقال عبر سيارات الدفع الرباعي إلى قريتهم التي تبعد نحو 21 كيلومترا عن طريق بني يزيد. وأشار المواطن سعد الفهمي إلى أن القرية تفتقد للأسفلت وبعض الخدمات الأخرى التي لا تزال غائبة عنهم، ما يضطر السكان وزوار القرية إلى ترك سياراتهم على الطريق والانتقال عبر سيارات الدفع الرباعي. وطالب مواطنو القرية بإعادة النظر في مشاريع الطرق المتهالكة. صور الأمطار كشفت رداءة تنفيذ المشاريع. صور مشروع الأسفلت يهدد سالكي الطريق. صور الأمطار أتت على جانب من الطريق. صور طرق وعرة تسلكها حافلات نقل المعلمات يوميا. صور مشروع طريق اتانه كما بدا بعد الأمطار. صور طريق بني يزيد تقطعه السيول وتحتجز السيارات.