قال الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان الدكتور محمد علي الحسيني إن «الجولة العربية لولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، والتي شملت الإمارات والبحرين ومصر وتونس وموريتانيا والجزائر والأردن، أعطت انطباعا کافيا لدى المراقبين والمحللين السياسيين بالتزام القيادة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتوسيع وتعميق وترسيخ دور المملکة على الصعيد العربي والسعي من أجل وحدة الصف والکلمة»، خصوصا بعد أن سعت أوساط للإيحاء بأن «السعودية لا تولي اهتماما لعلاقاتها العربية کما هو الحال مع اهتمامها بعلاقاتها الدولية». وأضاف الحسيني في تصريح له، أن هذه الجولة لا تهدف إلى إضافة المزيد من الدفئ لعلاقات السعودية بالبلدان العربية کما توحي أو تستنتج بعض الأوساط السياسية، بل تؤكد على أن «هذه العلاقات تشکل حجر الزاوية في سياسات المملکة»، مشيراً إلى عدم السماح بأن «تقوم قوى دولية أو إقليمية باستغلال الفراغ الطارئ في المنطقة والسعي من أجل ملئها بما يتفق ومصالحها، ولاريب من أن السعودية وکما أثبتت طوال العقود الماضية، لم تعمل أبدا من أجل استغلال وتوظيف دورها العربي الرائد من أجل مصالح أو منافع خاصة، بل إنه کان مصداقا لما جاء في الآية الکريمة:»لانريد منکم جزاءً ولاشکورا". وتابع الحسيني قائلا إن «الأحداث والتطورات المتتالية على الصعيدين الدولي والعربي، نجمت ولأسباب وظروف متباينة عن مستجدات غير مسبوقة سعت من خلالها أطراف إقليمية ودولية لتثبيت مواطئ أقدام لها في العديد من الدول، لکن، ومنذ بدأ العهد الرشيد لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، فقد أولت المملکة اهتماما استثنائيا، خاصا بعلاقاتها العربية وسعت من خلال الحنکة والدراية والحکمة المعروفة للعقلية السياسية السعودية، أن تعالج هذا الخلل ولاتسمح باستشرائها». وقال الحسيني إن «النشاطات والتحرکات المتواصلة وغير المنقطعة للأمير محمد بن سلمان، والتي يمکن اعتبارها أهم معلم وسمة تميز عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز»، إذ جعلت الشارع العربي يثق ثقة کبيرة بالدور السعودي ويتفاءل به ويعقد عليه آمالا کبيرة، خصوصا «بعد الحزم الذي أبدته المملکة بوجه الأحداث والتطورات المؤسفة في اليمن والسعي من أجل التأثير السلبي على بلدان المنطقة عموما والخليج العربي». وزاد الحسيني أن المملکة وفي هذا العهد «جعلت من اهتمامها بالأمن القومي العربي اهتماما استثنائيا، ولاريب من أن التمعن في سياسة المملکة عربيا وتفصيلاتها، تجعل المرء يخرج بقناعة تامة من أنها تريد أن تحصن جدار الأمن القومي العربي وتجعله منيعا بوجه کل المخططات والمؤامرات المتباينة». وتابع الحسيني مؤكداً أن الزيارة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للإمارات والبحرين، جاءت من أجل تقوية وتمتين العلاقات الخليجية التي لا تعتبر مهمة للخليج العربي فحسب وإنما لأقطار الوطن العربي کافة، ذلك أن بلدان الخليج کلما کانت قوية ومتراصة صفوفها، فإن ذلك يمنح العزم والقوة والأمل للعرب في سائر أرجاء الوطن العربي، وإن شروع الجولة العربية للأمير محمد بن سلمان من قطرين خليجيين، کان بمثابة رسالة لأکثر من طرف بأن المملکة تهتم بهذه المنطقة الاستراتيجية التي تعتبر قلب الوطن العربي ونبضها الحيوي. ويرى الحسيني أنه يمکن قراءة زيارة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لمصر بأنها «مسعى خاص ومهم باتجاه تقوية الدور والحضور المصري على الساحة العربية، خصوصا وأن التقاء السعودية ومصر لتقوية وتمتين العلاقة بينهما، سيکون له أکبر تأثير على تقوية الصف العربي على مختلف الأصعدة» ولاسيما وأن السعودية ومصر تعتبران أقوى وأهم دولتان عربيتان من حيث تأثيرهما عربيا وإسلاميا ودوليا، وإن «التنسيق والتعاون بينهما سيکون له دوره لصالح أمن واستقرار المنطقة بشکل عام، ومن أجل تقوية الأمن القومي العربي بشکل خاص». وقال الحسيني إن زيارة تونس وموريتانيا والجزائر والأردن امتدادا للجولة العربية الهامة للأمير محمد بن سلمان، کانت هي الأخرى تأکيدا نوعيا على أن «القيادة السعودية وخلال العهد الرشيد للملك سلمان بن عبدالعزيز، تعطي انطباعا کاملا باهتمامها ببلدان المغرب العربي وضرورة أن يکون للدور السعودي تأثيره الإيجابي في هذه المنطقة الحيوية»، مؤكداً أنه بلاريب من أن بدء هذه الجولة من الخليج العربي واختتامها في بلدان تطل على المحيط وعلى البحر الأبيض، هو أيضا له معانيه الخاصة ولاسيما لأعداء الأمة العربية والذين يتربصون شرا بها. وأشار الحسيني إلى أن هذه الجولة الناجحة والنوعية للأمير محمد بن سلمان، بقدر ماأثلجت صدور الأمة العربية من الخليج إلى المحيط، فإنها کانت أيضا بمثابة «علامة وجرس إنذار لأعداء الأمة، ولاسيما أولئك الذين يسعون لتمرير مخططاتهم المشبوهة أو تنفيذ مشاريعهم الخبيثة، وکأن لسان حال الأمير الشاب الشجاع يخاطب الأعداء والمتربصين شرا بالأمة العربية، بأنه لايمکن السماح أبدا باستغلال الظروف والأوضاع لتنفيذ مؤامرات ضد العرب وأن الأمة العربية على أتم استعداد وفي ظل حرص قياداتها الوطنية لمواجهة أعدائها وإفشال وإجهاض مخططاتهم الواحدة تلو الأخرى». واختتم الحسيني حديثه إلى أنه بطبيعة الحال فإن «هذه الجولة وبرأينا الخاص، قد فتحت الأبواب على مصاريعها من أجل خلق أرضية وأجواء مناسبة جدا لمرحلة نوعية في العلاقات العربية العربية وإننا سنشهد آثارها ونتائجها وتداعياتها الإيجابية في المستقبل القريب».