أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد أن المملكة مستهدفة من المتربصين والمتطرفين وأصحاب الأهواء، في سمعتها وتأثيرها وقوتها ووحدتها وثقلها الديني والسياسي والاقتصادي والعسكري. وأوضح بن حميد أن من يحاولون التطاول على المملكة ماهم إلا متهمون في مقاصدهم، أو إمعات يسيرون خلف كل ناعق، وأن كثيرا مما يطرح ما هو إلا تنفيس عن غايات مدخولة. وأشار إلى أن هذا الاستهداف لم يكن وليد الساعة، بل هو قديم يتجدد أو يتلون، حسب الظروف والمستجدات والأغراض، وفي كل ذلك تخرج السعودية مرفوعة الرأس منتصرة، لصدقها مع ربها، ومع شعبها ومع المسلمين، وصدق علاقتها، ووضوح منهجها، وجلاء تعاملها، لتقلب القضايا المثارة ضد أصحابها، وتفسد عليهم أهدافهم، وقد زادت قوتها وعزها. وشدد خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس، على أن العقلاء يدركون أن هذه البلاد لو تأثر موقعها، فسوف تتوسع دائرة القلق، والفشل، والتمزق في المنطقة، وخارج المنطقة. وحذر بن حميد من الإفراط في التعميم والتسييس والاستهداف والهجوم والخلط في القضايا بل التلبيس في الطرح، وأن الالتفاف حول القيادة يكيد الشانئين في تصيداتهم المقيتة وتلفيقاتهم الآثمة. وبين أن التعاطي مع الأحداث وأخذ العبر يكون بصدق التعلق بالله، ثم بالعقل الحصيف، والهدوء الحذر وأن ردود الأفعال المجردة لا تبني رؤية راشدة، إنه في بعض اللحظات والمحطات قد يحتاج المرء إلى التأكيد على الثوابت، والتركيز على الأسس أمام سيل الإعلام الجارف بأدواته ومواقعه، وما يحفل به من تلبيس في الطرح، وانحراف في التحليل، وتعسف في التفسير، وعبث بالكلمات والمصطلحات، ناهيكم بالتضليل، والتزييف، وخلط الأوراق، كل ذلك لإيجاد مزيد من التوتر والبلبلة عن طريق معرفات مجاهيل في مصالح ضيقة، أو نائحة مستأجرة. وقال بن حميد: حين يتداعى المرجفون، ويتطاول المتربصون، فإن الذب عن الدين، ولزوم الجماعة، والاجتماع على القيادة، يكون لزاما متحتما من أجل صد الشائعات، وإبقاء اللحمة، والحفاظ على الوحدة. وأكد بن حميد أن المبالغة في ملاحقة التغريدات، والإكثار في تتبع أخبار القائمين على بؤر التوتر، يوقع في ضلال وحيرة وإرباك، عاقبته التشتت والانشقاق والتصدعات وهدم المكتسبات وحاصله فوضى فكرية وتعليقات يائسة ومداخلات بائسة، يختلط فيها الحابل بالنابل، ونتيجتها الفرقة وعاقبتها نفوس سوداء وأحقاد متبادلة من غير مسوغ ولا معقولية، وأردف إمام وخطيب المسجد الحرام أن العقيدة، والوحدة الوطنية، ولزوم الجماعة، والحفاظ على البيعة، وحماية المقدسات هي الأعلى والأغلى في أهداف الدولة وخططها وبرامجها. وبين أن من القواعد المشهورة: الأزمات تَشُدُّ من قوة الدولة المستقرة، وتؤكد مكانتها، ورسوخها، وتَعاظُمَ دورِها، ومن المعلوم أن هذه البلاد المباركة من أكثر الدول استقرارا. وأشار إلى أن منع الفتن أسهل من دفعها، ومن لم يعتبر جعل نفسه عبرة لمن يعتبر، ومن لم يقرأ التاريخ نسيه التاريخ.