ما تعرضت له المملكة من تسييس لقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي - رحمه الله - خصوصا من جانب الحكومة التركية، يجعلنا نطالب السائح السعودي بمقاطعة السياحة التركية، لأن نسبة لا بأس بها من السياح السعوديين يعتبرون تركيا هي الوجهة المفضلة لهم صيفا. ويبقى السؤال الأكبر للسائح السعودي عن البديل الجيد لتركيا، وهو سؤال منطقي، ولست هنا بصدد الترويج لأي دولة ولكن أرض الله فسيحة والخيارات كثيرة، وليس من المنطق أن أجعل الأشياء التي تعتبر من الكماليات هاجسا لي، بل على السائح السعودي أن يعي بأن دولته تعرضت لهجوم شرس، وهنا يسقط أي أمر ثانوي وليس ضروريا. سافرت للكثير من الدول، ومنها تركيا، ولكني أؤمن بأن هناك الكثير من الدول التي تفوق تركيا سياحيا ابتداء من الأمن وانتهاء بأصغر متطلبات السائح السعودي، ومن خلال مراقبتي للأسباب التي جعلت تركيا تنال نصيب الأسد من عدد السائحين السعوديين وجدت أن السبب يعود إلى كمية الترويج الداخلي لها من قبل بعض المشاهير وبكافة توجهاتهم في وسائل التواصل التواصل الاجتماعي، وهذا خطأ فادح. وأتشرف أن أروج لسياحة وطني وعلى رأسها منطقتي الجميلة عسير، والتي تشهد تنوعا كبيرا في أشكال السياحة، ولكن مقالتي هذه موجهة لمن يرغبون بالسياحة الخارجية بأن يحرصوا على معرفة وجهتهم، وأن يتكاتفوا مع وطنهم في مثل هذه الظروف. المملكة قادمة بقوة في مجال السياحة وتشهد على ذلك الجهود المباركة من قبل ولي العهد في تغيير بوصلة السياحة العالمية مستقبلا، وهذا ما يغيظ تركيا تحديدا وتشعر بالخوف على أحد أهم مداخيلها الاقتصادية، لأن النهضة السياحية التي تخطط لها المملكة تعتبر من أكبر المشاريع العالمية في مجال السياحة والتي ستسحب البساط من تحت تركيا إقليميا. ولأن هذه المشاريع لا زالت في طور الإنشاء، فإن السائح السعودي معذور نسبيا في التوجه للسياحة الخارجية، وأتمنى أن تتفاعل بعض الجهات المسؤولة كهيئة الطيران المدني في المساهمة بتنوع الدول السياحية وتطرح خيارات أكثر للسائح السعودي، وتذليل بعض الصعوبات ومنها توفير رحلات مباشرة لبعض الدول الناشئة سياحيا، وأعتقد بأن تفاعل هيئة الطيران المدني في هذا الشأن سيساهم في توجيه السياح السعوديين لدول أخرى، ناهيكم عن أن مساهمة الجهات الأخرى في حل مشكلة التأشيرات لبعض الدول سيخفض بشكل كبير أعداد السياح السعوديين المتوجهين إلى تركيا. السائح السعودي رقم صعب في خريطة السياحة العالمية وعلينا أن نتعامل مع هذا الوضع بشكل جدي، ولأن السائح السعودي يعتبر رافدا اقتصاديا لبعض الدول أصبح لزاما على الهيئات ذات الصلة أن تتعامل مع هذه الظاهرة باهتمام بالغ لأنهم يشكلون قوة ناعمة لبلدنا.