قبل نحو عقدين من الزمن تم تنفيذ نفق في جبل الهدا من منطقة الكُر وصولاً إلى بداية محافظة الطائف بطول 14 كيلاً، وذلك لتمديد شبكة مياه التحلية القادمة من الشعيبة وقد طرحت يومها فكرة إنشاء نفق للسيارات يربط قمة جبل الهدا بسفحه فيكون الخط الحالي مجاناً للسيارات والنفق برسوم معقولة تفرض على كل سيارة تستخدم النفق ذهاباً وإياباً أو صعوداً ونزولاً، وفهمت أن مشروع النفق يمكن أن يطرح على القطاع الخاص باعتباره مشروعاً استثمارياً أو تنفذه الدولة عن طريق وزارة النقل ثم تغطي تكاليفه من الرسوم التي ستفرض على السيارات المستخدمة له، ولكن مرت السنوات دون أن يتم الأخذ بأي الاقتراحين وبقي عابرو الخط الجبلي المتعرج يسلكونه على تخوف من سقوط بعض الصخور على رؤوسهم ولاسيما عندما تهطل الأمطار في بعض المواسم، وقد أدى ذلك التخوف إلى إغلاق عقبة الهدا عدة مرات في الموسم الواحد وتحويل جميع السيارات إلى طريق السيل؛ مع العلم أن خط الهدا قد أغلق قبل عقد من الزمن لمدة ثلاث سنوات لإجراء عملية تثبيت لصخوره، وقد أثرت عملية الإغلاق على الحركة السياحية في الهدا تأثيراً سلبياً، ثم تنفس المصطافون الصعداء بعد افتتاحه رسمياً أمام حركة السيارات ليصدموا مرة أخرى بأن عملية التثبيت للصخور لم تنجح بالشكل المنشود؛ لأنها لم تزل تتساقط حتى تاريخ كتابة هذه السطور. وقد أعادني إلى ما ذكر آنفاً أنني لمحت خلال صعودي إلى الهدا أنه يوجد على يمين الصاعد نفق جديد يخترق الجبل من ناحيته الجنوبية، ولما سألت عن النفق الجديد الجاري تنفيذه قيل لي إنه نفق آخر لنقل المياه إلى الطائف وما حولها، فإن كانت المعلومات التي وصلتني صحيحة ودقيقة فما المانع من أن يكون النفق الجديد مزدوج الاستخدام فيوسع بمقدار يسمح بمرور شبكة المياه في جزء محصن منه، وينفذ بجواره أو على مقربة منه نفق آخر للسيارات، مع العلم أن النفق السابق الذي أنشئ لشبكة المياه تم جعله يتسع لمرور سيارات الصيانة من أوله حتى آخره، ولاستخدامه بشكل خاص لمرور سيارات مسؤولين في محافظة الطائف أو غيرهم، فالأمر متاح من الناحية الفنية والهندسية ويوجد في بعض دول العالم التي زرتها أنفاق للسيارات بل والقطارات تخترق جبالاً يزيد ارتفاعها عدة أضعاف ارتفاع جبل الهدا؛ فهل نرى ذات يوم نفقاً للسيارات متحققاً في عقبة الهدا.. نرجو ذلك! * كاتب سعودي