بدا الاهتمام الزائد بحادثة جنائية، وقعت لمواطن سعودي في قنصلية بلاده والمتهمون سعوديون أيضاً، مثار استغراب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إذ سأل ترمب مساعديه خلال جلسة استشارية في البيت الأبيض عن «الاهتمام الزائد» الذي تعيره الإدارة الأمريكية لقضية خاشقجي الذي لم يكن مواطنا أمريكيا بالأصل. ونقل موقع (Axios) عن مصادر في البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب كشف في حوار مع مساعديه أمس الأول عن اعتقاده بأنه من العبث مبالغة المجتمع الدولي في إعطاء حادثة خاشقجي أهمية. وأشار الموقع الإخباري الأمريكي، بحسب وكالة (تاس) الروسية، إلى أن ترمب لا ينوي أن «يثير ضجة» حول مقتل خاشقجي، ونقلت مصادر موقع (Axios) عن الرئيس الأمريكي قوله إن دولاً أخرى تتعامل معها الولاياتالمتحدة، من بينها الصين، قد اقترفت أشياء سيئة كثيرة. ولفت الموقع الأمريكي إلى أن ترمب تساءل أمام مساعديه قائلا: «لماذا يجب على الولاياتالمتحدة اتخاذ موقف بشأن قضية خاشقجي، إذ إن الصحفي لم يكن مواطنا أمريكيا، ولم تحدث الجريمة على أراضيها». ولم تكن محاولة منظمات ووسائل إعلام وساسة غربيين استغلال «حادثة خاشقجي» للنيل من المملكة، والسعي الحثيث إلى تسييسها منذ اليوم الأول، وضخ عشرات الروايات الكاذبة التي زادت من الحملة المسعورة التي تستهدف المملكة، بيد أن السعوديين استطاعوا كبح الهجمة بإعلانهم التحقيق في الحادثة، ومن ثم إعلان النتائج وتقديم عدد من المتهمين إلى المحاكمة، ومطالبة النائب العام بقتل خمسة منهم (الآمر والمباشرين لعملية القتل)، ما جعل الجزء الأكبر من ملف القضية يغلق الانتقال إلى القضاء السعودي. ولعبت وسائل الإعلام دوراً «غير مهني» في تضخيم القضية الجنائية ومحاولة تسييسها عبر عشرات الروايات الكاذبة والفبركات المستمرة، ما اعتبره مراقبون «سقوط بلا قاع» لعديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية الدولية.