الحب من الله كما قيل سلفاً. والمحب يريد أن يرى محبوبه في أحسن صورة دائماً. حتى أن هناك من رسم محبوبه في مخيلته على صورة ملاك. وهنا لا حصر لذلك المحبوب الذي قد يكون لاعباً أو مسؤولاً وربما نادياً أو جمهوراً. فإما أن تكون الحقيقة كما تصورها أو يصطدم بواقع مرير وخيبة أمل. وفي الماضي.. عند اكتشاف أن المحبوب ليس على نمط الدين والمجتمع يلام المحب بأنه أساء الاختيار. ولكن يبدو أننا أصبحنا أقوى رومانسية من روميو وقيس وغيرهما من العاشقين الذين تغنى بهم التاريخ. تفوقنا عليهم بتمجيدنا للمحبوب على حساب الحقيقة إن لزم الأمر. وبما أننا لا نستطيع مثلهم التعبير عن ذلك الحب في «قصائد شعر» لبعدنا الكبير عن لغتنا العربية ومفرداتها. أظهرناه عبر ما نحن عليه من تخلينا عن مبادئنا وقيمنا وديننا والحقيقة. أصبحنا نكذب من أجل أن يظهر حبيبنا في صورة صالحة خالية من الشوائب!! نزيف الحقائق لتلميعه!! نكذب الكذبة ونحارب على إجبار من حولنا على تصديقها. وليس هناك ما يقلق فقد صدقها مطلقها، فلِمَ لا مع سامعها؟ نطلب نشرها بحجة ادعم كذبتي وادعم كذبتك. وقد يجيد البعض مهارة التحايل بالكلمات وإقناع جيوش بالآلاف، ولكن من الصعب أن تتحايل على نفسك عندما تكونا معاً. أخيراً.. هناك مجتمعات لديها كذبة في شهر محدد في السنة، أما نحن فشهورنا كلها إبريل.