للحب ألوان مختلفة هكذا علمتنا الحياة، منها الهادىء الخفي ومنها القوي المعلن. منها الخجول ومنها الملح. منها المتبادل ومنها الوحيد الطرف، منها الصادق ومنها ما اكتشف انه لم يكن سوى مجرد وهم! حول تلك الأنواع ألفت الكتب والقصص وتناقل الناس الحكايا، ومعها وبها كان في الحب جمال وهيبة تحيط بسارد القصة وترغم من حوله على السماع سواء كانوا ممن آمنوا بالحب ومازالوا أو من تابوا منه واعتقدوا ذلك. لكن مالم أتوقعه يوما أن يأتي الوقت الذي فيه تزاول الغراميات في فجاجة من خلال وسائل التواصل معلنة حب رجل لامرأة ما ولربما العكس! في الآونة الأخيرة ظهرت أسماء تشهد العالم على حبها وأنها شهيدة له وظهر من يقلدها إما اعجاباً بها أو سخرية. ومثلما هام قيس بن الملوح حباً ولوعة في قصائده هاموا هم في (الكيك) سماجة وجرأة هدفاً للشهرة لا للحب. لأن الحب أياً كانت درجته لا يمتهن بالطريقة التي رأيناها بل هو رغبة لها دوافعها إما بالتملك او الشهرة، ومن خدع بتلك المهاترت على انها (رومانسيات) أو عشق عليه أن يتذكر أن المحب الحقيقي مهما كان جنونه وحماقته واندفاعه يظل حريصاً على سلامة محبوبته. وما رأيناه مؤخراً متداولاً ليس بحب وهو يشبه الدعاية لتلميع أشخاص بعينهم والتحدي لإرادة أشخاص آخرين. وأياً كانت تلك القصة حقيقة أم مفتعلة وما تبعها من قصص لرجال يرسلون لوعتهم وحبهم لكامرات هواتفهم النقالة في حالة نشوى مفاجئة، وباسماء محبوباتهم لا يمكن أن ترتقي لمصاف الحب الحقيقي هو دليل ملموس على ما شوهته فينا وفي مبادئنا هذه الطفرة في وسائل الاتصالات. الرمي بأعراض الناس ليس سهلاً والتلاعب بمشاعرهم وسمعتهم هو جريمة حتى ولو افترضنا أن الدوافع نبيلة. والوسيلة الصحيحة التي يمكن أن نتخذها كمجتمع لحماية مبادئنا وحدود آدابنا هي في تجاهل مثل هذه الآفات وعدم نشرها لتموت في مكانها الحب الحقيقي لا يمكن له ان يمتهن وجماله في سمو أصحابه عن السؤال والاستجداء لينتهي المقطع الغرامي بصور أخرى لأشخاص آخرين وهدايا وموجة تصفيق لطرف ثالث لم يكن يوماً بين المحبين ولا عارفاً بحالهم وهنا العجب..!