تملك الخوف مجتمعاتنا منذ وقت ليس بقصير، لتفويض شبابنا وبناتنا لاستثمار مهاراتهم القيادية، واتخاذهم لقرارات قد تكون مصيرية لحياتهم وتدخلنا فيها بشكل مباشر وعدم إعطائهم التفويض في الوقت المناسب، حتى يسيروا بنا لغد سنعيشه بجميع أشكاله وصوره، وهذا كله يرجع إلى الخوف الذي قسمنا إلى مرحلتين، مرحلة الخوف عليهم ومن وقوعهم في أخطاء قد يقع فيها أي مجتمع آخر، وهذا يعني عدم إعطائهم الحق في ممارسة مهاراتهم القيادية بفكرة التجربة والخطأ واعتقادنا أننا لابد أن ننشئ مجتمعا ملائكيا يختلف عن بقية من هم في هذا الكون. والمرحلة الثانية هي مرحلة الخوف منهم والخوف من اصطحابنا معهم إلى مصير لا نرغب أن نلمسه ونجربه، فقد اعتدنا على ثقافة معينة وعادات ليس لنا رغبة في تبديلها حتى وإن كان الجديد هو الأفضل فإننا لا نحبذ تجربته، وهذا هو قمة الخوف من التفويض. عرف التفويض على أنه «منح المسؤولية والسلطة للرجل المناسب من الصف الثاني، وذلك لغرض تمكينه من إظهار مهاراته وإبداعاته ومساعدته في تبرير قراراته حتى نصنع منه قائدا للمستقبل يسير بنا بتيقن وتمكن، فالتفويض عملية تكتيكية أكثر منها تنظيمية فمن خلالها يعطي الرئيس صلاحيات واسعة للرجل المفوض له وذلك من أجل استغلال قدراته القيادية والعمل على تطوير الآخرين وتنمية مهاراتهم من خلال اختصاصات وصلاحيات المفوض له، وتمكينه من قرارات يراها هي الأجدر والأصلح، فلا يمكن أن ننزع الخوف منا حتى نعطي المفوض له حقه القيادي في التفويض.