في البداية يجب بيان أن الدراسات التي جرت على الإرهابيين المسلمين أثبتت بالفعل أن دافعاً أساسياً لهم كان تهييج شهوتهم الغرائزية مقابل تحقير نساء الدنيا والتصوير بأن الحور العين هن نساء خاليات من الطبيعة المحتقرة للآدميات، وأنهم سيكافأون على إرهابهم بإشباع أقصى نزواتهم كما ولو أنهم سيحتفظون بالتكوين العضوي للجسد الدنيوي. لكن حسب الموجة الجديدة من عمليات الإرهاب المحلي بأمريكا خلال العامين الماضيين وراح ضحيتها العشرات، فجعل النساء دافعاً للإرهاب لا يقتصر على الذكور المسلمين، فحوالى نصف تلك العمليات الإرهابية جناتها أمريكيون غير مسلمين يسمون أنفسهم ب«انسل- Incels» والتسمية اختزال لعبارة «البتولية غير الاختيارية» أي المحرومين من العلاقة الغرائزية رغما عنهم لرفض النساء لهم، والنمط الغالب عليهم أنهم ذكور بيض لم يكملوا تعليمهم وعاطلون ينفق عليهم الوالدان رغم تجاوزهم منتصف العمر ويقضون يومهم أمام الشاشات يثرثرون بالسوء ضد النساء حيث لديهم عنصرية ضد العنصر المؤنث وهم سيئو الأخلاق والمعاملة والشخصية وحتى هيئاتهم العامة رثة لدرجة تنفر النساء عنهم خاصة أنهم يعاملون النساء باحتقار وكمجرد أغراض لقضاء شهوتهم، ولديهم شعور بالأحقية للاستبداد بالنساء، وهم يلومون النساء على كل تعاستهم، ويشجعون بعضهم على اقتراف التحرش والاغتصاب والعنف بحق النساء والقيام بأعمال إرهابية لقتل أكبر عدد من الإناث كانتقام على رفض النساء القبول بإقامة علاقات شهوانية معهم والقبول بسوء معاملتهم كما ذكروا هم أنفسهم بالمنشورات والمقاطع التي تركوها لبيان أسباب العمليات الإرهابية التي قاموا بها، وتجمعهم صفحات ومنتديات مخصصة للانسل بالإنترنت، وتشجعهم ألعاب الفيديو والمواد الإباحية حيث الغالب فيها معاملة النساء بسادية وتحقير، وبسببهم حظر يوتيوب مؤخراً ألعاب قتل النساء، وهم عادة من العنصريين بالعموم فهم لديهم عنصرية ضد غير البيض وضد الأجانب والأديان الأخرى والديموقراطيين، وبالمحصلة يمكن رؤية تشابه السمات النفسية والعقلية والسلوكية والشخصية لدى الإرهابيين المسلمين والإرهابيين الانسل وتحديداً لجهة تمحورها حول الرغبة الشهوانية البدائية بالنساء التي لا تريد بناء علاقة زوجية ناضجة عميقة معهن ذات أبعاد معنوية تتجاوز مجرد الاستمتاع الغرائزي بهن، وهذا ناتج عن افتقار الثقافة العامة بكل المجتمعات للمنظور الناضج المعمق الروحي في رؤية وفهم طبيعة العلاقة بين الجنسين التي يفترض أن تتجاوز الدافع الغرائزي المراهق المشترك مع الحيوانات والحشرات وإلا ماذا يبقى الفارق؟ فمن الانحطاط تشابه محركات الإنسان مع الحيوانات والحشرات التي تفتقر للطبيعة العليا، بينما الإنسان له طبيعة عليا، ويفترض أن تكون مثالياتها قاعدة للعلاقة الزوجية. * كاتبة سعودية [email protected]