تنطلق (الأحد) في العاصمة الإمارتية فعاليات ملتقى أبوظبي في دورته السنوية الخامسة التي ينظمها مركز الإمارات للسياسات وبرعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسط مشاركة دولية واسعة، إذ تحضره نخبة من صناع القرار وخبراء تحليل السياسات من مختلف أرجاء العالم، ويستمر ليومين متتاليين. وعادة يسلط الملتقى الأضواء على موضوعات وقضايا متنوعة ومختلفة، إقليمياً ودولياً، ليضعها تحت مجهر المشاركين فيه، سعياً نحو صياغة مخرجات من شأنها أن تشكِّل قاعدة بيانات تصنع خارطة طريق القرارات والسياسات الدولية، وتسلط الضوء على العديد من القضايا الشائكة. وشهدت الدورة السابقة للملتقى، العام الماضي، مشاركة صناع سياسات وسياسيين وأكاديميين من نحو 20 دولة، وركزت على البعد الاستشرافي للقضايا الراهنة، وأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية، وتضمن أيضاً مناقشة التحولات التي يشهدها النظام الدولي، ومحاولات القوى الرئيسية فيه إعادة بناء قوتها، دون إغفال تداعيات كل ذلك وتداخله مع أزمات المنطقة. ومن المحاور التي ستطرح على طاولة المشاركين في الملتقى الخامس، خريطة تحولات القوة وتوزيعها في النظام الدولي المتغير، وصفقة القرن وتحولات سوق الطاقة الدولي، ويتضمن الملتقى 12 جلسة، من بينها مناقشة السياسات التركية ومشروعاتها الجيوستراجية ورؤيتها المتعلقة بأمجاد الماضي، كما يتطرق في جلسته الأخيرة إلى قطروإيران التي تعد حجر زاوية في أزمات وتوترات المنطقة. القوة.. حجر أساس ويتناول الملتقى الخامس بحث مفهوم «القوة» ركيزة أساسية في العلاقات الدولية، وتحليل أهمية هذا المفهوم من منطلقات تفاعلاته وتحولاته وتبايناته ودينامياته، وتهدف الجلسات التي تناقش هذا المفهوم إلى تطوير فهم وتفسير أفضل للسياسة الدولية، والتنبؤ بتحولاتها المستقبلية على نحو أكثر دقة، بما يقلص الفجوة بين التوقعات والإنجازات، ويمكِّن بالتالي من تحديد عميق ودقيق لجميع المعطيات المتعلقة بسياسة تشكِّل بوصلة التموقع الدولي. «صفقة القرن» قضية فلسطين أو القضية العربية الأم، ستكون ضمن أجندة الملتقى، حيث سيناقش المشاركون ما يسمى ب «صفقة القرن» التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في إطار السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وتهدف الجلسة إلى «تفكيك شيفرة» صفقة القرن، ومحاولة سبر أغوارها والوقوف على مضامينها وأهدافها وآليات تحقيقها وشروط نجاحها، كما ستطرح موضوعات أخرى على أجندة الملتقى، من بينها الأوضاع في العالم العربي وأزمات المنطقة. ترويكا الشر.. على طاولة النقاشات ومن الموضوعات المهمة الأخرى التي ستكون على أجندة الملتقى، مناقشة نهاية خرافة القوة والدور لكلٍّ من إيرانوقطر والإخوان. إذ تعاني قطر من تصورها لذاتها الذي يقوم على تخيل دور قيادي ومحوري في المنطقة تجلَّى في التحالف مع جماعات الإسلام السياسي، وخاصة «الإخوان المسلمين» بعد انحسار هذه الجماعة في معظم الدول العربية، والحركات العابرة للحدود الوطنية، ويتزامن هذا التصور مع وهم القوة الصغيرة وقدرتها على قهر قواعد الجغرافيا وفيزياء السياسة وواقع العلاقات الدولية، في حين تناقش الجلسات أيضاً قضية إيران التي تعيش منذ ثورة عام 1979، خرافة الدولة الأنموذج، ووهم القوة، وحلم تصدير الثورة، والتي تقف وراءها أوهام الرغبة في الهيمنة على المنطقة وإعادة أمجاد الماضي، إلا أنها تواجه واقعاً عكسياً، حيث إن إيران اليوم تواجه سلسلة لا منتهية من الأزمات والتحديات التي تهدد وجودها. ومثل الدورات الأربع السابقة، يُمثِّل الملتقى في دورة هذا العام فرصةً فريدةً لتبادل الأفكار والآراء حول قضايا النظامين الدولي والإقليمي مع سياسيين وصانعي سياسات وخبراء بارزين ومديري مراكز تفكير من مختلف أرجاء العالم. xx الكتبي: «القوة» محورنا الأساس أوضحت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، أن الدورة الخامسة للملتقى تبحث الركيزة الأساسية في السياسة الدولية، والمتمثلة بالقوة بما في ذلك تفاعلاتها وتحولاتها وتبايناتها بهدف تطوير فهم وتفسير أفضل للسياسة الدولية. وقالت إن الملتقى سيطرح قضايا عدة من بينها تبني دولة الإمارات إستراتيجية بناء القوة سعياً منها للتأثير الإيجابي في النظام الدولي.