ناقش ملتقى أبوظبي الإستراتيجي الرابع في آخر جلساته الثلاثاء قضايا أمن الخليج والتهديدات الإيرانية في المنطقة وتجميد المليشيات الطائفية، والقوة الناعمة لدولة الإمارات في السياسة الدولية وأبرز الأزمات التي تعصف بالعالم العربي في كل من سورية واليمن وليبيا والعراق وقطر، إضافة لدور تركيا وروسيا في المنطقة، وعودة القوى الآسيوية الكبرى للعب دور قيادي في النظام العالمي، والسياسات الأميركية المضطربة في الخليج والتطرف والإرهاب ومستقبل الإسلام السياسي. روغرز: ركزوا على تصريحات الإدارة الأميركية واتركوا تغريدات ترمب الكتبي: السياسات العقلانية تخرج المنطقة من أزمتها وناقشت الجلسة الختامية التي أدارها الشيخ سلطان سعود القاسمي، السياسة الأميركية في منطقة الخليج، مجمعين على أن إيران تمثل التهديد الرئيس لدول المنطقة، وأن دورها في زعزعة الاستقرار هو الثابت المشترك الوحيد الذي تتفق بشأنه الإستراتيجيات الأميركية - العربية، فيما انتهوا إلى ضرورة إيجاد آلية لإقناع الولاياتالمتحدة بضرورة اتخاذ موقف حاسم ورادع، وتبني مشروع لمواجهة التهديد الإيراني للمنطقة وتمددها وتوسعها وزعزعة استقرار الأمن العربي، مؤكدين أنه من دون هذا المشروع، لن يتحقق الاستقرار والسلام في المنطقة. واعتبر الكاتب الصحافي والإعلامي السعودي الدكتور عبدالرحمن الراشد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أوقفت الانفتاح الأميركي على طهران، الذي كانت تنتهجه إدارة سلفه باراك أوباما، ما يعني أن ترمب لديه رؤية واضحة تجاه إيران. وأوضح الراشد أن واشنطن تواجه حالياً إشكالية تتمثل في تغير الإستراتيجيات والتوجهات العربية، التي لم تعد أحادية التحالف مع أميركا، بل وسّعت من تحالفاتها السياسية والعسكرية لتشمل دولاً أخرى لأنها أصبحت تبحث عن خطط بديلة حال تغير السياسة الأميركية لأي سبب. وأكد الراشد أن قطر تواصل التشويش على العلاقات الأميركية - الخليجية، لكنها محاولات يائسة، فالدوحة رقم صغير وغير مؤثر في المعادلة. وأضاف أن قطر تلتقي عناصر مليشيات حزب الله وترعى أجندة مشتركة على الرغم من تصنيفها مجموعة إرهابية. وقال المساعد التنفيذي السابق لكبير موظفي البيت الأبيض، إد روغرز: إن التركيز يجب أن يكون على التصريحات الرسمية للإدارة الأميركية أكثر من التركيز مع تغريدات الرئيس نفسه، مؤكداً أن الكونغرس الأميركي أحد أهم اللاعبين في تحديد ملامح السياسة الخارجية لواشنطن. ووصف روغرز تغريدات ترمب على "تويتر" بالظاهرة غير المسبوقة، لأنها تعبّر عن عدم التوافق بين الرئيس وإدارته في السياسة الخارجية والداخلية أيضاً. وقال: لا يمكننا التفكير في تغريدات ترمب أكثر من 48 ساعة، لأنه رغم كل تصريحاته فالسياسة الأميركية الرسمية لم تتغير تجاه أي قضية من القضايا المهمة، ومنها التعامل مع إيران على سبيل المثال. وأيّده مدير الدراسات في مجلس العلاقات الخارجية، جيمس ليندسي، مدللاً على ذلك بموقف أميركا من قطر. وقال: رغم دعم ترمب بشكل واضح لموقف دول المقاطعة عبر تغريداته، إلا أن واقع السياسة الأميركية مختلف تماماً، فبعد أسبوع واحد فقط وجدنا وزير الدفاع الأميركي يقوم بتوقيع اتفاقية وصفقة مع الدوحة بقيمة 12 مليار دولار، معتبراً أن السياسة الأميركية تجاه المنطقة فضفاضة حتى الآن، وأن ما تغير هو الخطاب فقط، دون أي تغيير حقيقي في السياسة. ومن جانبه، أكد محمود الكعبي من إقليم الأحواز العربية المحتلمة من قبل إيران أن وضع المنطقة العربية المضطرب والمقلق بسبب نظام الملالي في إيران، فمنذ مجيء الخميني للسلطة، اشتعلت هذه المنطقة برياح الطائفية وتوسعت إيران من خلال زرع المليشيات الطائفية العميلة لها واستطاعت أن تتداخل في الدول العربية لا سيما سورية والعراق واليمن ولبنان وقد هدمت هذه المليشيات المسلحة الطائفية المدعومة من إيران الهوية الوطنية العربية، وعلينا أن نقضي على رأس الأفعى. من جانبها، قالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي: يرى المركز أن الخطوة الأولى لتجاوز الحالة التي تعصف بالمنطقة هي إعادة بناء الدول والمنظومات فيها على أسس من العقلانية السياسية والتوازنات الإقليمية. د. عبدالرحمن الراشد يتحدث في الملتقى د. ابتسام الكتبي تدعو للسياسة العقلانية