عقدت فرق عمل المشاريع المشتركة التابعة لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي في أبوظبي أمس (الإثنين) ورشة عمل تنفيذ مبادرات إستراتيجية العزم بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس اللجنة التنفيذية من الجانب الإماراتي محمد بن عبدالله القرقاوي، والمهندس خليل بن إبراهيم الوطبان وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط لشؤون التنمية القطاعية والمناطقية في المملكة من الجانب السعودي، نيابة عن نائب وزير الاقتصاد والتخطيط أمين اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي فيصل بن فاضل الإبراهيم، وذلك للبدء بتنفيذ المشاريع الإستراتيجية المشتركة ضمن «إستراتيجية العزم» بما يحقق تطلعات القيادتين ويخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. حضر ورشة العمل أكثر من 100 مسؤول حكومي من الطرفين السعودي والإماراتي من القطاعات الحكومية المختلفة، إذ يأتي اجتماع فرق العمل في أعقاب انعقاد اجتماع رئيسي اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي لمتابعة سير العمل على إستراتيجية العزم بجدة في سبتمبر الماضي، وتم تشكيل فرق عمل المشاريع المشتركة لضمان التنفيذ الفعال للمشاريع ضمن المحاور الرئيسية: المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري، ووضع آلية واضحة لقياس الأداء بما يكفل إنجاز المشاريع على النحو المطلوب، والوقوف على سير العمل في المبادرات والمشاريع المشتركة. وتم خلال ورشة العمل إطلاق «منصة المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي» وهي منصة إلكترونية تجمع بين أعضاء المجلس، واللجنة التنفيذية، وفرق العمل بهدف تكاملية النظام وضمان تفعيل وتنفيذ ومتابعة المشاريع الإستراتيجية. وتضمن المنصة تسهيل عملية المتابعة واطلاع اللجنة التنفيذية على سير إنجاز المشاريع، إذ يمكن من خلالها إصدار التقارير والإحصاءات الفورية عن جميع المبادرات وأدائها، وتوفر المنصة خيارات عدة لفرق العمل منها إدارة المشاريع، وإدارة التحديات والمخاطر، وإدارة الجلسات والاجتماعات، وتقييم أداء المشاريع والفرق والأعضاء. وتم الإعلان عن المشاريع المشتركة في إطار رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديًا وتنمويًا وعسكريًا من خلال 3 محاور رئيسية هي المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري، إذ تم الإعلان عن تنفيذ مشاريع إستراتيجية مشتركة تهدف لبناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين، وبما يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويوفر فرصا جديدة أمام الشعبين الشقيقين. وتضم المشاريع المشتركة إطلاق رؤية وهوية مشتركة تُعنى بالسياحة للبلدين، وإستراتيجية موحدة للأمن الغذائي، وخطة موحدة للمخزون الطبي، ومنظومة أمن إمدادات مشتركة، كما تضم إستراتيجية العزم العمل المشترك في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني، وإنشاء مركز للبحوث يعنى بتطوير وتوطين تقنيات تحلية المياه المالحة، وإنشاء صندوق استثماري في قطاع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتقنيات الواعدة، بالإضافة إلى العمل المشترك على منظومة التعليم الرقمية، وتعزيز الابتكار في التعليم التقني وغيرها من المبادرات. ويمثل المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره، إذ تم إنشاؤه ضمن اتفاق بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في شهر مايو 2016، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويأتي إنشاء المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي بناءً على الروابط الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة. ويضم المجلس فرق عمل مشتركة من مختلف القطاعات والمجالات، التي ستقوم بعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات الدورية لتكثيف التعاون الثنائي في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتنفيذ المشاريع التي أعلن عنها.