ليس حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى شعبه أمس الأول في مبادرة مستقبل الاستثمار حديث الذات، بل حديث المجتمع الطامح لصناعة التحولات، إذ إن الأحاديث العفوية تلامس المتلقي بكثير من القبول، خاصة عندما يكون القائد المتحدث يستلهم التاريخ ويلم في كلمات أشتات التاريخ والجغرافيا والإنسان في رسالة موجزة لاستنهاض قوى شعبه لصناعة الإنجاز. اعتنى الأمير محمد في كلمته بالإنسان، وبما أن الإنسان ثقافة ذو موروث أصيل وانفتاح غير دخيل، وحوار وتطلع للمستقبل الجميل، فمن الطبيعي أن يكون للثقافة نصيب الأسد كما جاء في كلمة تعد وثيقة استراتيجية للتحديث والتطوير على جميع المستويات بما فيها الثقافي والترفيهي ما يعزز حضور الشخصية السعودية ويحسّن نمط الحياة، ويصنع الإنجازات من خلال ثقافة وطنية غير متطرفة. وبرز في حديث الأمير تناوله برصانة أكبر معوق للتنمية الثقافية والتحسينية للمجتمعات ممثلة في التطرف والإرهاب، وبما أن آليات تحقيق الحلم ترفض إضعاف الروح المعنوية والنفسية، فإن الأمير محمد أكد أنه لن يلتفت لما يقال لأن التوجه للرؤية يتجلى في توظيف دور الأجيال في العمل والإنتاج والانفتاح على الفنون بحيوية. ويؤكد رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الدكتور فائز الشهري أن تعزيز دور النخب الثقافية الفاعلة مما يبني عليه ولي العهد آماله في تسريع وتيرة الإصلاح وإنجاز التحولات، مشيرا إلى حرص مهندس الرؤية على حضور الثوابت بما تمثله من ذاكرة أصيلة في وجدان الشعب السعودي، وتفعيل الانفتاح على الثقافات والحضارات كونه هوية العصر، لافتا إلى أن تحول المجتمعات نحو التطوير والتحديث يبدأ من تحول الذات تحولا إيجابيا وفق خطاب ثقافي وطني، ومعتدل يسهم في تحقيق رؤية المملكة عبر الأرقام. وعدّ الرهان على الشعب حنكة من القيادة لرفع معنويات وتطلعات الكوادر للإسهام في التحولات عبر أصالة مرنة ومعاصرة غير منفلتة، وأضاف الشهري أن استلهام جبل طويق له دلالات تاريخية «وأنثروبولوجية» كونه ارتفعت على قمته راية توحيد المملكة تحت لواء الوحدة الوطنية الكبرى.