منذ بداية هذا الشهر (أكتوبر) وتفاعلات قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي رحمه الله تكشف كثيرا من الوجوه والمشاريع والتوجهات وتعري النوايا والتربصات. لن نستعرض هنا وقفات الشعب السعودي مع بلاده، ففي هذا استعراض تاريخي طويل من الالتفاف والولاء الوطني الكبير، لكننا نعرج على طرفين برزت توجهاتهما في هذه الأزمة: أولهما من من حاول أن يتفه الأزمة، معتبراً أن لا مشكلة وأن الأمور عادية، وهذا لا شك أنه قصر نظر حسمته القيادة ملكاً وولي عهد إعلاناً وإجراءات وتدابير رسمية توضح أن هناك خطأ جسيما وجريمة بشعة، والدول المحترمة تعترف بخطئها وتعدل أوضاعها، فالتسطيح خداع (غير مقصود)، لأن السعودية تخوض غمار مشكلة كبيرة بتفاعلاتها وتداعياتها. أما الطرف الثاني، فهم رموز الربيع العربي، خصوصاً الإسرائيلي عزمي بشارة، والمنتفخ شكلاً الفارغ مضموناً أيمن نور عضو اللجنة التأسيسية لمجلس الدفاع عن الثورات العربية الموجود في إسطنبول، اللذين رفعا سقف هجمتهما حتى توهما بتكرار قصة التونسي بوعزيزي، وقادا «الفقاعة» التي تعدت بها قناة الجزيرة القطرية موضوع خاشقجي إلى استهداف نظام الحكم، ثم انفجرت فقاعة تغيير إلى مشكلة جنائية ربما تصاحبها آثار سيئة ولكنها ليست كارثية. عزمي وأيمن ومن على شاكلتهما أرأيتم ذلك الشاب الصلب، عربي وسعودي السحنة، ابن وحفيد من أسسوا ثلاث دول وجمعوا الشتات.. محمد بن سلمان، وكيف التف حوله السعوديون لأنهم عرفوا أنه الهدف الذي تشن عليه الحملات لزعزعة أمنهم واستقرارهم. والسعوديون لا يفهمهم أمثال عزمي وأيمن نور. السعوديون لديهم من الذكاء ما يكفي أن يميزوا الخبيث من الطيب. ذلك الشاب من «هل العوجا» أثبت ذلك البيت الشهير لعمه الملك الفذ فهد بن عبدالعزيز، يرحمه الله، «شرب المصايب مثل شرب الفناجيل»، وشرب الفناجيل يختلف عن قراءة الفناجيل التي خابت توقعاتها بربيع سعودي. ومن نكد الدنيا أن أذكر - طويق الشامخ - مع عزمي وأيمن نور في عنوان المقالة، لكن الدنيا وصل نكدها إلى أن يتوهم محلل الجزيرة المدعو محمد مختار الشنقيطي أنه قادر على تحريك الجبهة الداخلية السعودية!! لا أعرف كيف تشابه اسم هذا «المرتزق» مع الشيخ الجليل محمد مختار الشنقيطي (أبو عبدالله)، والبون شاسع بين الثرى والثريا. دخل الوسم وطويق سيزهر بإذن الله، وخشم العان باقي محله.. وخشم العان أكبر من أن تعرفه توكل كرمان وكل المرتزقة. ولله درك يا وطن - عاشت السعودية حرة أبية قوية.