مع جريان سيل «الفبركات» والروايات الكاذبة التي تناولت اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول منذ الثاني من الشهر الجاري، يرصد الباحث وسط فوضى «الأخبار الكاذبة» لماكينة الدعاية القطرية وأبواق «الإخوان المسلمين» كيف تحولت تأكيدات خروج خاشقجي من القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، إلى روايات زائفة كزعم احتجازه في القنصلية، ومن ثم تهريبه إلى المملكة، لينتهي بهم المطاف إلى الزعم بقتله بيد أنهم اختلفوا في طريقة التعامل مع جثته، دون أي دلائل ودون أي مراعاة لأسرته، قبل أن تهب موجة الهروب الكبير وحذف التغريدات. وبدأت ماكينة الدعاية القطرية أولى رواياتهم عن اختفاء خاشقجي بالقول إن كاميرات المراقبة في الشارع المحيط بالقنصلية أكدت أن كاميرات المراقبة أظهرت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، لتذهب إلى رواية اختطافه! وتؤكد المملكة أن خاشقجي دخل قنصليتها في إسطنبول، وخرج منها بعد إكمال أرواقه. ليعود أبواق النظام القطري ومرتزقة «الإخوان المسلمين» للذهاب إلى رواية جديدة، في مسعى حثيث لمحاولة الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وإلصاق تهمة إخفاء خاشقجي بها. «عكاظ» رصدت تأكيدات قناة «الجزيرة» في يوم اختفاء خاشقجي على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، والتي قال مراسلها إن الشرطة التركية «تحققت من كاميرات المراقبة، التي أظهرت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، الأمر الذي يرجح تعرضه لعملية اختطاف»، لتعود وتحذف الفقرة من خبر اختفاء خاشقجي المدجج بالروايات الكاذبة والاتهامات الزائفة، وتعدل صياغته، بيد أنها لم تنجح في إخفائه من محركات البحث! «الجزيرة القطرية» لم تكن الوحيدة التي نقلت تأكيدات خروج خاشقجي في يوم اختفائه من القنصلية بعد 20 دقيقة من دخوله، إذ نشر ذات المعلومة موقع «عربي 21» الممول قطرياً، وموقع «ساسة بوست» التابع لإعلام الظل القطري، وقناة الميادين المحسوبة على حزب الله الإرهابي وغيرها، واستند موقع «ساسة بوست» في سرد المعلومة على مراسل الجزيرة أيضاً.