ما زالت المملكة تتعرض لهجوم إعلامي قاس من خلال جميع وسائل الإعلام، ولكثافة الأصوات والمنابر التي تكيل التهم حدث تأليب كامل للأفراد والمنظمات الدولية. وليس خافيا أن بلادنا مستهدفة عسكريا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا، وهذا الاستهداف جاء ضمن مخطط الفوضى الخلاقة التي عصفت بالعالم العربي (وتحديدا في دول بعينها). ومع انقشاع غبار ثورات الربيع العربي كانت نتائجها على غير المتوقع، والسبب في ذلك السعودية التي ظلت تقاوم الإعصار وعملت جاهدة على إيقاف المد الإخواني، ولأنها فعلت ذلك فقد اكتسبت الأعداء من كل حدب وصوب.. ولأنها لم تسقط عسكريا بالرغم من افتعال فوضى في كل مكان وتأليب الشارع، ومع ذلك ظلت متماسكة، فكان ثاني السيناريوهات إسقاطها اقتصاديا، ولأنها استطاعت تجاوز السقوط الاقتصادي، ونجحت في إبقاء اللحمة الوطنية والذود عن سيادتها، فازدادت قوة على قوة، ليصبح السؤال: ما الذي يمكن فعله مع هذه الدولة التي لم تسقط بكل الوسائل؟ ووجدوا أن الحرب الإعلامية قادرة على التشويش وخلق معضلة دولية من أجل انتزاع مقدرات البلد وطموحه، فكان الضرب من تحت الحزام وبكل أنواع الكذب والتبجح. هذه هي المعركة الدائرة الآن، نحن نعيش حربا إعلامية، وكان من المفترض إيجاد أو خلق إعلام الأزمات بكل وسائله، فكمية الأخبار الموجهة ضد البلد ورموزه جعلت المتابع في العالم يحمل البلد تهما استسقاها من الإعلام المعارض والكاره والمسترزق والبلطجي. كمية أخبار وحوارات واستطلاعات تنبعث من قنوات كثيرة كلها تصب في تشويه البلد وإلصاق التهم قسريا حتى ولو لم يكن هناك دليل على ما يقولون من كذب. هذا الطوفان من الإعلام المغرض كان من المفترض أن يواجهه بنفس القوة إعلام محلي يدفع عن بلده كل أنواع التدليس، وكان يمكن أن يحدث هذا لو أن لدينا إعلاما يدير الأزمة بوعي ورصانة، ويدفع الأكاذيب برسائل إعلامية توضح أسباب حقد تلك الأصوات. وإذا استثنينا بعض الإعلام المتمكن، فإن ترك الساحة لمن ليس لديه عمق أو دراية ببواطن الأمور يؤدي إلى ارتداد الأسهم إلى صدورنا. وثمة ملاحظة يجب التنويه إليها، وهي أن إعلامنا يحدث الداخل، بينما نحن في حاجة لدفع التهم الإعلامية في عواصم العالم الغربي والشرقي بأصوات إعلامية مهنية حقة لا بأصوات لا تجيد صياغة الجملة أو غير قادرة على إظهار الحجج والدفع بها على أطنان الكلام المكذوب علينا. وإذا كنت في السابق قد طالبت بإدارة الأزمات في المشكلات الاجتماعية فمن باب أولى أن تكون المطالبة (وبالسرعة القصوى) بتكوين لجنة إعلامية من جميع الاتجاهات كي تدير وتدفع عن البلد كل أنواع الأكاذيب.