نعيش في مملكتنا الحبيبة عصرا جديدا من التجديد والتغيير، أو كما أسموه التحول الوطني، وطالت عملية التغيير كل مجالات الحياة ولابد من مواكبة هذا التغيير ومسايرته والتعايش معه، ومن هذه المجالات مجال السياحة والترحال وهو المجال الذي أعشقه وأدور في فلكه على مدى 18 عاما، منذ سنوات كنا نعيش كرحالة بمعزل عن أي جهة حكومية ترعانا، أو حتى تسأل عن خططنا وجهودنا أو تطوير ذواتنا، ولكن أخيرا وعلى يد عراب السياحة سمو الأمير سلطان بن سلمان بادرت الهيئة العامة للسياحة بتنظيم رحلات داخلية للتعريف بالسياحة الداخلية، وشد انتباه الرحالة للكنوز السياحية التي تزخر بها بلادنا وعقدت مؤتمرات وورش عمل وتمت دعوتنا إليها لتطوير الفكر السياحي لدينا لكي نكون خير رسل لبلادنا، ولكي نتحدث عن بلادنا وما تحويه من أماكن بمعرفة ودراية بعيدا عن الارتجال والعشوائية. وشاركت قبل أشهر عدة، في ملتقى المسارات السياحية والذي عقد في مدينة الرياض تحت رعاية الهيئة العامة للسياحة والتقيت خبراء من دول عريقة مثل أمريكا وأوروبا وأستراليا وجنوب أفريقيا استقطبتهم الهيئة لعقد ورش عمل مفتوحة وحيوية بعيدا عن الأسلوب العقيم في الندوات أو المحاضرات. وأكثر ما راعى انتباهي شخصية شابة يتجول بين الورش ويشد الهمم ويجلس مع الجميع وفُوجئت بأنه الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله عضو مجلس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أتمنى من قلبي أن ننجح ولو متأخرين في فرض ثقافتنا وبسط هيمنتنا في عالم السياحة والترحال، وقبل أن أختم أطرح سؤالا تحفيزيا أتمنى أن أشاهد إجابته عمليا على أرض الواقع؛ أين نحن من خريطة السياحة العالمية؟