واصل مجلس الشورى خلال جلسته العادية ال51 من أعمال السنة ال2 للدورة ال7 التي عقدها أمس (الأربعاء)، برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور عبدالله المعطاني، انتقاداته اللاذعة لجهات حكومية عدة، ومطالباته بمعالجة مشكلاتها، إذ انتقد عدد من أعضاء المجلس التقرير السنوي لهيئة تقويم التعليم، لافتين إلى أن الكثير من أدوارها لم تفعل. ولم تسلم هيئة الهلال الأحمر السعودي من سهام نقد أعضاء المجلس، فانتقدوا الهيكل التنظيمي في الهيئة، مطالبين باستقلالها عن وزارة الصحة، وأن تعمل على وضع خطط لزيادة التوعية والتدريب في جميع مناطق المملكة. طالب مجلس الشورى وزارة الاقتصاد والتخطيط برصد ودراسة الظواهر السلبية والإيجابية للمستجدات الاقتصادية والمالية على المستوى المحلي والعالمي، ومدى تأثيرها على أهداف وسياسات برامج المبادرات المختلفة، واقتراح مسارات التخطيط المناسب بما يتواءم مع هذه الظواهر. وشدد المجلس في قرار أصدره أمس الأربعاء على ضرورة دراسة الوزارة الآثار المترتبة لرفع الإيرادات غير النفطية على الاقتصاد الوطني بأنشطته كافة، وتقديم التوصيات المناسبة لتقليل الآثار السلبية المحتملة، مطالباً المجلس وزارة الاقتصاد والتخطيط بإعلان الرقم المستهدف للنمو الاقتصادي السنوي بشكل دوري. واتخذ المجلس قراره بعد أن استمع إلى وجهة نظر لجنة الاقتصاد والطاقة بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها تجاه التقرير السنوي لوزارة الاقتصاد والتخطيط للعام المالي 1437/1438 في جلسة سابقة تلاها رئيس اللجنة عبدالرحمن الراشد. من جهة أخرى، دعا مجلس الشورى الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية إلى التنسيق مع الجهات المعنية لإنشاء طرق حديثة وسكك حديدية لربط المدن الصناعية بالشبكات الرئيسية والمساهمة في دعم طلبات المستثمرين للحصول على قروض ميسرة من صندوق التنمية الصناعية. واتخذ قراره بعد أن استمع إلى وجهة نظر لجنة الحج والإسكان والخدمات بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها تجاه التقرير السنوي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) للعام المالي1437/1438في جلسة سابقة تلاها نائب رئيس اللجنة الدكتور أيمن فاضل. كما دعا في قراره الهيئة إلى السعي لخفض تكلفة التخزين في المستودعات التابعة لها والتنسيق مع الجهات المعنية في الموانئ لتسهيل إجراءات التصدير والاستيراد عبر الموانئ المختلفة دعماً للمنتج الوطني. وفي قرار آخر طالب الشورى الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وبمشاركة الجهات ذات العلاقة تبني خطة إنقاذ عاجلة تتضمن حلولاً عملية وعلمية لإيقاف التدهور البيئي، والارتقاء بترتيب المملكة بيئياً من بين أفضل 20 دولة، وسرعة إنجاز المسح البيئي الشامل لجميع مناطق المملكة. واتخذ المجلس قراره بعد أن استمع إلى وجهة نظر لجنة المياه والزراعة والبيئة بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها تجاه التقرير السنوي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة للعام المالي 1437/1438، في جلسة سابقة تلاها رئيس اللجنة المهندس عباس هادي. وطالب المجلس في قراره الهيئة وبمشاركة الجهات ذات العلاقة المحافظة على الأحياء البحرية في مناطق المد والجزر والصبخات التي لديها المقدرة على التخفيف من آثار التغّير المناخي وسرعة استعادة بيئاتها الطبيعية. كما طالب المجلس الهيئة وبمشاركة الجهات ذات العلاقة الانتهاء عاجلاً من تحقيق جميع متطلبات الاتفاقيات الدولية في مجال البيئة الصادرة من المنظمة البحرية الدولية (IMO) قبل موعد التدقيق الإلزامي للمملكة في نوفمبر2019. انتقد عدم تفعيل الكثير من أدوار «تقويم التعليم» انتقد عدد من أعضاء مجلس الشورى أمس التقرير السنوي لهيئة تقويم التعليم، لافتين إلى أن الكثير من أدوارها لم تفعل، ومخرجات التعليم غير مناسبة، مطالبين بمزيد من التعاون بين الهيئة والجهات المختصة لتقويم بعض المهن. وذهب أحمد الزيلعي إلى أبعد من ذلك، حيث اعتبر «قياس» وسيلة لإغلاق باب القبول في الجامعات أمام الطلاب والطالبات، مبررا بعدم النظر إلى القدرات المعرفية الخاصة لخريجي وخريجات الثانوية العامة عند التقدم للقبول في الجامعات، مشددا على ضرورة إعادة النظر في هذا الأمر. وقال اللواء عبدالهادي العمري إن الكثير من أدوار الهيئة لم تفعل بعد، خصوصا ما يتصل بمخرجات التعليم وجودته. فيما أشار أحمد الأسود إلى أهمية التعاون بين هيئة تقويم التعليم والجهات المختصة لتقويم بعض المهن مثل التخصصات الطبية. وأكدت الدكتورة إقبال درندري على ضروة توحيد الإجراءات والأساليب بين مراكز هيئة تقويم التعليم، وإعادة النظر في هيكلها التنظيمي والموارد البشرية والموقع الإلكتروني. وبالمقابل أشاد الدكتور عبدالله البلوي بالإطار العام للمناهج في صورته الجديدة لمواكبة رؤية المملكة 2030، والذي عمم على جميع الجهات التعليمية ليكون نبراسا لبناء الأطر التخصصية ومناهجها وفق رؤية مؤسسية شاملة. وعبرت الدكتورة عالية الدهلوي عن أملها في رؤية تصنيف سعودي في جميع جامعاتنا وبرامجنا العلمية، مبني على معايير محلية لتحديد مستوى الأداء ودعم عمليات اتخاذ القرار والتوظيف ورؤية المملكة 2030. طالب باستقلال «الهلال الأحمر» عن «الصحة» انتقد عدد من أعضاء مجلس الشورى أمس (الأربعاء) التقرير السنوي لهيئة الهلال الأحمر السعودي، مطالبين بوضع خطط لزياد التوعية والتدريب في جميع مناطق المملكة، وتفعيل وتعزيز دور اللجنة الدائمة للقانون الدولي، ومراعاة المعايير الدولية عند توظيف المسعفين. إذ طالب الدكتور خالد العقيل بالتأكد من قدرة الممارسين للعمل الميداني الإسعافي من خلال تقييم قدراتهم دوريا، فيما أشار الأمير الدكتور خالد آل سعود إلى استمرار خدمة الإسعاف الجوي، لكونها خدمة نوعية ومتقدمة ولابد من تطويرها وتحسينها نظرا إلى ما لها من دور كبير في إنقاذ المصابين. وفي الاتجاه ذاته، قال عبدالله العجاجي «على هيئة الهلال الأحمر السعودي مراعاة المعايير الدولية عند توظيف المسعفين، ووضع خطط لزيادة التوعية والتدريب في جميع مناطق المملكة». وفيما طالب اللواء محسن شيعاني بتكثيف الجهود للتعاون مع المؤسسات التعليمية والخيرية لتدريب المواطنين والمقيمين على كافة الوسائل الإسعافية، انتقد محمد العقلا الهيكل التنظيمي في الهيئة مطالبا باستقلالها عن وزارة الصحة، كونها جمعية إنسانية تطوعية غير حكومية ذات صفة اعتبارية. وشدد هادي اليامي على ضرورة تفعيل وتعزيز دور اللجنة الدائمة للقانون الدولي الإنساني وتوسيع مشاركتها ورفع مستوى ممثلي الجهات الحكومية فيها باعتبارها آلية وطنية معنية بحماية حقوق الإنسان في أوقات النزاعات المسلحة.