أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن القضية الفلسطينية هي رأس أولويات واهتمامات المملكة العربية السعودية التي تسعى لكي ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المبنية على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية الممثلة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وقال الجبير في كلمته التي ألقاها في جلسة العمل الأولى لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري إن إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مسمى «قمة القدس» على الدورة العادية ال(29) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، جاء ترجمة لما في صدورنا تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية. وأكد الجبير على أن المملكة خلال فترة رئاستها للدورة ال(149) لمجلس الجامعة العربية كانت حريصة كل الحرص على توحيد الموقف العربي والارتقاء بأداء الجامعة العربية وتطوير منظومة العمل العربي المشترك. وحول اليمن، قال الجبير: «المملكة لا تزال مستمرة في التزاماتها بوحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه وسلامة أراضيه من خلال دعم الحكومة الشرعية»، مضيفا: «ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران لم ولن تستجيب لدعوات المجتمع الدولي للانخراط في العملية السياسية بشكل جاد، وآخر دليل على ذلك عدم حضورهم اجتماع جنيف الأخير»، مشددا على أن المملكة تؤكد استمرارها والتزامها باتخاذ جميع الخطوات لضمان تفادي وقوع الإصابات بين المدنيين والأعيان وفقاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي، مؤكدا أن دول التحالف سوف تستمر في تعاونها مع الأممالمتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في اليمن وذلك في سبيل تخفيف معاناة الشعب اليمني. وأشار الجبير إلى أن إجمالي الدعم الإنساني الذي قدمته المملكة خلال الأربع سنوات الماضية بلغ أكثر من 13 مليار دولار أمريكي. وحول سورية، قال الجبير: «تسعى المملكة إلى استقرار سورية ووحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها، وعملت على توحيد موقف المعارضة السورية ليتسنى لها الجلوس على طاولة المفاوضات أمام النظام للتوصل إلى الحل السياسي والالتزام بإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن الدولي (2254)»، وتابع: «المملكة تدعم وحدة واستقلال ليبيا الشقيقة وتدعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي يضمن أمن واستقرار ليبيا والقضاء على الإرهاب فيها». وأكد الجبير أن عالمنا ما زال يعاني من ظاهرة الإرهاب الذي بذلت المملكة جهداً في مكافحته، ولم تتردد في تقديم كافة أنواع الدعم بالتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء عليه. وأضاف الجبير أن الإرهاب الذي تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في شؤوننا العربية ودعمها لميليشيات إرهابية يعتبر من أبشع مظاهر ذلك الإرهاب الذي يحتاج منا التكاتف والتعاون لمواجهته وردعه. وشدد وزير الخارجية على أن المملكة حرصت خلال فترة رئاستها للمجلس، على توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير إيجاباً في التناول الدولي لقضايا عالمنا العربي، والإسهام في توحيد الرؤى والمواقف العربية.