عندما تكون مسؤولا عن طفل معاق لن تدخل إلى أي مكان تجاري، إن لم يكن مزودا بمصاعد ودورات مياه مهيأة لاستيعاب الكرسي المتحرك، ولن تذهب إلى مطعمك المفضل، بل ستستبدله بآخر به مزلق لمرور الكرسي حتى وإن كانت خدماته رديئة، عندما يكون لديك طفل معاق فستمضي الوقت تترجى موظفي المطعم لإزالة الكراسي والطاولات من طريق كرسي طفلك. عندما يتعطل المصعد وأنت بالدور الثالث ولدى طفلك امتحانات لا يستطيع التغيب عنها، أو موعد مع الطبيب فعليك أن تحمل الكرسي المتحرك إلى الأسفل ثم تصعد لتعود حاملا طفلك على كتفك. عندما تكون مسؤولا عن طفل معاق، فستجد أن الموقف المخصص لسيارات المعاقين تصطف بها سيارات لأناس لا يعانون من شيء سوى غياب الوعي، وعدم تقدير المسؤولية، فيضاعفون معاناة أسرة الطفل، فنقف بعيدا ونبدأ في حمل الكرسي المتحرك على الرصيف حتى نصل إلى بوابات السوق أو المستشفى. عندما يكون لديك طفل معاق ستجد المدارس تتقاذفه من مكان إلى آخر والكل يرفضه ولا تلقي باللائمة على المدارس، نظرا لأن الوزارة تطالب بالدمج ولكن لا يوجد أعداد للمعلمين ولا دورات ولا ورش عمل والمعلم يتعامل معهم بمبدأ المحاولة والخطأ دون تخطيط. عندما يكون لديك طفل معاق لن تستطيع أن تلبي جميع مناسبات أقاربك، إلا بعد معاينة الصالة من الخارج هل هي مجهزة وبها مزلق أم يعود أدراجه مع السائق والخادمة، وباقي العائلة تدخل إلى الفرح وقد كسر قلبه وخاصة الكبار منهم، هذا خلاف الإحساس الذي يتولد لديهم بأنهم حمل ثقيل واعتذارهم في كل موقف لما تعانيه عائلاتهم. عندما يكون لديك طفل معاق وترغب بالسفر فمن حق المعاق أن يكون معه موظف يدفع عربته ويكون أول راكب على متن الرحلة حسب تعليمات نظام الطيران العالمي، إلا لدينا يبقى المقعد آخر من يركب الطائرة، ويتم مصادرة كرسيه المتحرك المزود بحزام أمان ومجهز بطريقة تضمن سلامته، وموافقة لاحتياجاته ويتم منح المعاق كرسيا غير مهيأ للأطفال ولا حتى لكبار السن ونبدأ بتثبيت الطفل في الكرسي بغطاء الرأس أو الإيشارب أو أي أداة حتى لا يسقط وخاصة ممن لا يتحكم في توازنه على الكرسي. عندما يكون لديك معاق وتذهب به إلى الطبيب - المعاق يدخل دون أن يأخذ رقما أو ينتظر في غرفة الانتظار حسب تعليمات وزارة الصحة ولكن تجد من يعرقل ذلك ويطالبك بأن تجلس تنتظر دورك حتى يرى أنك تعرف حقوق طفلك، وبعد صراع يتم منح المعاق حقه والدخول للطبيب دون انتظار، فكيف يطالبون بالانتظار، دورات المياه غير مهيأة وكيف ينتظر بالساعات على كرسي متحرك دون مراعاة لمرضه. عندما يكون لديك طفل معاق وتذهب مع إخوته إلى الملاهي، فعليك أن تتجاهل رغبته في اللهو واللعب، وستمزق قلبك وأنت تطلب منه الانتظار وستعود بعد أن يلعب إخوته، ستراه من بعيد يحرك يديه في مآس وفرح – وتتساءل لماذا لاتخصص بعض الألعاب الآمنة يركبها المعاق مع بعض أقاربه وتكون مخصصة لهذه الفئة، وملتزمة بإجراءات الأمن والسلامة مثل باقي الدول. عندما يكون لديك معاق وحصل على وظيفة فستجد أن الوظيفة لا يوجد بها ترقية أو ترفيع ولو بقي فيها 10 سنوات وكأنهم يقولون احمد الله أنك توظفت من الأصل. وأدعو أفراد المجتمع إلى وضع أيديهم بيد الدولة من أجل تأسيس بيئة صالحة وبنية تحتية متوافقة مع احتياجات هذه الفئة.