وضعت ملصقات في المساجد تحمل شعار وزارة الأوقاف، وهي عبارة عن منظر الأحذية أعزكم الله أمام باب المصلى بشكل يعيق أصحاب الكراسي المتحركة من الدخول، كتب عليها (أزيلوا العوائق عنا لنصلي!!)، ولكن كان من الأولى أن تكون العبارة (هيئوا المداخل لنا لنُصلي). معظم المساجد ليس بها منحدر (منزلق) منذُ أنشائها، ولم يوضع في الحسبان أصحاب الكراسي المتحركة من ذوي الإعاقة أو كبار السن، وبعضهم وضعوا المنحدر بعد الانتهاء من بناء المسجد، فأصبحت لا تطابق المواصفات والمعايير، إما كونها شديدة الانحدار أو حادة في الارتفاع، فيصعب على صاحب الكرسي الاعتماد على نفسه في الدخول فينتظر المساعدة. كما شوهدت مناظر مؤسفة ومؤلمة لبعض من يستخدم الكرسي المتحرك من ذوي الإعاقة، ينتظر أمام المسجد والإمام يصلي لا يجد من يساعده للدخول لعدم وجود منحدرات عند المدخل، وصلى بمفرده بالخارج لعدم تمكنه من الدخول. وفي ذات مرة خرج شيخ كبير من المستشفى بعد أن أجريت له عملية في ركبته، ونصحه الأطباء باستخدام الكرسي المتحرك، وطلب من ابنه ذي ال 10سنوات مرافقته للمسجد، وعند وصوله إلى الباب كان المنحدر حادا في الارتفاع، حاول الابن دفعه لصعود المنحدر فلم يستطع، ولم يجد أحدا لمساعدته، فلم يدرك الصلاة مع الجماعة، وعند خروج المصلين شاهدوا الرجل يبكي عند باب المسجد، لعدم تمكنه من الصلاة فتبرع الإمام بإصلاح المنحدر. ألم يكن من الأجدر مراعاة المصلين من أصحاب الكراسي المتحركة، بتهيئة مداخل المساجد من أساس البناء بمنحدرات تطابق المواصفات والمعايير، ليتسنى لهم الدخول بمفردهم بكل يسر وسهولة، مع وجود دورات مياه واسعة تتيح لهم الدخول بالكرسي، وأن تكون في جميع المساجد الصغيرة والجوامع. علماً بأنه يوجد تعميم في عام 1430ه، ينص على تهيئة البيئة العمرانية المناسبة للمعاقين، ومن ضمنها المساجد والتي تحقق الاشتراطات والمعايير الفنية المتعلقة بالخدمات المتواجدة لديكم، ومنها: توفير المنحدرات، ومواقف للسيارات، وممرات المشاة، والأرصفة، ودورات المياه، والدربزينات، وكتابة اللوحات الإرشادية واللافتات بحروف بارزه بلغة (برايل) للمكفوفين، والمصاعد، والتعاون مع جمعية المعاقين في كل ما من شأنه توعية وتثقيف أفراد المجتمع ومؤسساته. ومع كل هذا لا توجد جدية في تهيئة البيئة العمرانية، وإن وجدت فهي اجتهادات لا تطابق الاشتراطات والمعايير الفنية.