لا جديد في تهديدات نظام الملالي في إيران بإغلاق مضيق هرمز سوى محاولة لخلق أوراق لها على طاولة المفاوضات مع أوروبا بعد أن لمس النظام أن هناك اتجاها أوروبيا للتساوق مع العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على إيران. النظام في طهران يراهن على مواجهة العقوبات عبر عدة محاور أولها المحور الأوروبي ثم الصين وربما روسيا التي تتسم مواقفها بخصومة واضحة مع أوروبا وأمريكا. هناك تهديد آخر يتوافق مع هذه الرؤية وهو تهديد خامنئي بانسحاب إيران من الاتفاق النووي في محاولة للضغط على أوروبا الداعمة لهذا الاتفاق علما أن أوروبا ترى في دعم الرئيس حسن روحاني فرصة حقيقية لدفعه إلى منصب الولي الفقيه وهو لب الصراع القائم اليوم بين روحاني وتياره وخامنئي وتياره الذي فشل إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة في زعزعة روحاني عن منصب الرئاسة ونجح الأخير في الاحتفاظ بمنصبه وبزيادة خمسة ملايين صوت. لقد أراد النظام في طهران أن يظهر جديته في إعلانه إغلاق مضيق هرمز بالمناورات التي أجراها أخيرا حول المناطق الإيرانية من الممر المائي المهم وهذا الأمر ينطوي على سلبيات كثيرة أهمها خسارة إيران حلفاءها في أوروبا المستفيدة من إمدادات النفط عبر هذا الممر الحيوي. النظام الإيراني في أزمة حقيقية وزاد على التدهور الحاصل في اقتصادها وانخفاض قيمة العملة إلى أدنى مستوياتها في تاريخ إيران، التظاهرات التي عمت الشارع الإيراني والتي تطالب برأس النظام وبتغيير شامل في سياساته الخارجية وتمدده وما يكلف من أموال طائلة جعلت مستوى المعيشة في إيران يهبط إلى الحضيض. ومن الواضح أن رأس النظام لجأ إلى لعبته القديمة في خلق مواجهة مع الغرب لإلهاء الشعوب الإيرانية وإيجاد المبرر للمزيد من عمليات القمع والضغط على الحريات من خلال التهديد بإغلاق المضيق؛ وهو الأمر الذي يعجز عن تنفيذه وليست لديه القدرة على مواجهة الدول المستفيدة منه. وكان نظام الملالي قد هدد أكثر من مرة بإغلاق المضيق ولاسيما خلال حربه مع العراق ولكنه عجز عن التنفيذ. * كاتب وصحفي عراقي مقيم في لندن